الانتخابات النيابيّة والبلديّة: التغييب المقصود

21 أبريل 2021آخر تحديث :
الانتخابات النيابيّة والبلديّة: التغييب المقصود
 

كتبت هيام قصيفي في “الاحبار“: الواضح أن قرار إجراء الانتخابات النيابية والبلدية المفترضة الصيف المقبل لا يزال «حلم ليلة صيف». والقوى السياسية لا تبدو في معظمها، (الكتائب والقوات اللبنانية تصرّان على الظهور بمظهر الرافض للتأجيل لأنهما تعتبران أن حظوظهما مرتفعة في تعزيز حصتهما النيابية) مستاءة من احتمالات التأجيل، وهي تطبق حرفياً أغنية شربل روحانا المعبّرة عن الواقع اللبناني «لشو التغيير» على طريقتها، علماً بأن هناك رهانات في غير محلّها على أن القدرة على التغيير الفعلي، وخصوصاً عند المسيحيين، قابلة للتطبيق في ظل التوازنات الحالية. ومن المبكر الكلام عن تغيير في المزاج المسيحي بالمطلق نتيجة أخطاء العهد، في مقابل رهان غير مضمون على احتمالات تحقيق تنظيمات وتجمعات ما يسمى «المجتمع المدني» أيّ تقدم فاعل بعد تجاربه غير المشجعة إثر تظاهرات 17 تشرين.

 

فالقانون الانتخابي لم يعد على الطاولة، كما كانت حاله قبل شهور قليلة، رغم أن أي طرح لتغييره سيجابَه مجدداً بمعارضة من القوى المسيحية، مقابل حفلة الابتزاز المتبادلة حوله وحول التمديد للمجلس النيابي. وبقدر ما تراجع الكلام عن تأليف الحكومة لمصلحة تقديم مشاهد البلبلة القضائية والمالية والحدود البحرية، انحسر أيضاً الكلام عن الاستحقاقين الانتخابيين، لدى الموالين والمعارضين والذين يشكّلون عصب التحرك الشعبي، كما الأزمة الاقتصادية الخانقة.

 

شكّل انهيار العملة اللبنانية بالنسبة الى القوى السياسية مناسبة أفضل لشراء الأصوات وتجييش الناخبين، وهو أمر يصبّ في مصلحة هذه القوى والشخصيات الثرية الطامحة في الانتخابات التي باتت قادرة على كسب الأصوات بأثمان بخسة. وهذا أمر أساسي في خوض الانتخابات المقبلة، وإعادة تجميع الناخبين في بوسطات انتخابية. لكن القضية لا تتعلّق حصراً بشراء الأصوات يوم الانتخابات، لأن العجز الكبير الحاصل، بات أكبر من أن يتمكن مرشحون من تغطيته من الآن بسبب شمول التدهور الاجتماعي والاقتصادي مجالات عدة.

 

تخشى الأحزاب أن تفلت الانتخابات، في لحظة ما، فتسعى إلى أن تكون قواعدها محميّة قدر الإمكان وقت الاستحقاق، علماً بأن هذه القواعد أثبتت أنها مطواعة لأحزابها في السرّاء والضرّاء.

 


المصدر:
الأخبار

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.