الجيش “بيحكي سياسة كمان”!؟

21 أبريل 2021
الجيش “بيحكي سياسة كمان”!؟

بعد مرور 24 ساعة على الكلام الذي نقلته “جريدة الاخبار” عن رئيس الجمهورية ميشال عون ومن ضمنه انه “يشعر بالخيبة من قائد الجيش، لكن ليس بسبب أدائه العسكري”، كان لافتا ان اي بيان  نفي لم يصدر عن  قصر بعبدا، في ما يؤشر ان الرئيس عون تقصد ايصال الرسالة بوضوح، من دون ان يشرح اسباب خيبته.

 

ولكن ما كان لافتا ان الجيش، وخلافا لتحفظاته المعروفة في التعاطي الاعلامي و”حساسيته” تجاه استخدام تعبير “مصادر عسكرية”، اختار منبر “جريدة الجمهورية” ليرد “بالسياسة” على الكلام الرئاسي  بطريقة غير مباشرة ، وعلى مواضيع اخرى، عبر صيغة “مصادر عسكرية رفيعة المستوى“.

 

ففي الموضوع الرئاسي تقول “مصادر عسكرية رفيعة المستوى” بأن لا مكان لانتخابات رئاسة الجمهورية في أجندة العماد عون واهتماماته “وكل افتراض مغاير هو استنتاج في غير محله، ولو انه صحيح ما كان عون ليذهب الى أبعد الحدود في معركة الحقوق”.

 

ويبدو ان الجيش انتظر ان تهدأ “جبهة” رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي اتهم قائد الجيش باستهدافه والهجوم عليه “لانه يريد ان يعمل رئيس جمهورية على طريقة البعض اللي “انخرب بيته” بسبب هذه الطريقة. ولذلك انصح قائد الجيش بأن لا يعتمدها”.

 

وفي معرض ردها على اتهامات فرنجية  تنفي المصادر “ان يكون الجيش معنياً بتنظيم حملة ضد اي شخصية او جهة ربطاً بما حصل من أخذ ورد حول مرسوم تعديل الحدود، مؤكدة ان لا مشكلة للقيادة مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية او غيره“.

 

وفي رد غير مباشر على “جريدة الاخبار” التي كتبت امس” ان فريق قائد الجيش وضع دراسة جديدة، تُدخل تعديلات على التصوّر الذي سبق أن قدّمه الفريق نفسه من أجل ترسيم الحدود الجنوبية، نفت المصادر كلام ” الاخبار” وقالت “لم يطرأ اي تعديل على هذا المسار “وبالتالي ليس لدى الجيش أي خط بحري آخر، لأنه ليس كل يوم يمكن أن نغير رأينا في مثل هذا الشأن الحيوي”، موضحة انه تم “إطلاق تسمية “قانا” على احد حقول الغاز انطلاقاً من تقديرنا لشهداء المجزرة التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي، ولكن لا يوجد خط جديد ومستحدث باسم قانا”.

 

وفي هذا الاطار عادت “الاخبار” لتؤكد اليوم معلوماتها بان  “قائد الجيش العماد جوزف عون أرسل الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتاريخ 16 من الشهر الجاري تقريراً عن الخط الجديد، وبعد ثلاثة أيام تولّى فريق من الجيش شرح الفكرة للرئيس في لقاء عقد في بعبدا”.

 

اوساط مراقبة سألت عن سر اطلالة “المصادر  العسكرية الرفيعة المستوى” في هذا التوقيت للرد، وما اذا كان الامر له علاقة بحرج ما يصيب  قيادة الجيش لا سيما بعد دعوة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي لتسلم الجيش السلطة، ام ان الامر “مجرد صدفة” في حمأة التنافس الداخلي الواضح بين الفريق الاعلامي التابع للجيش والذي جعل “الرد  على الاتهامات ” امرا غير مرغوب  به قبل اسبوع ليصبح اليوم  “محللا”  وبصيغة “مصادر عسكرية رفيعة المستوى”.