باسيل الى موسكو… “عليّ وعلى أعدائي”!!

21 أبريل 2021
باسيل الى موسكو… “عليّ وعلى أعدائي”!!

يقوم التيار “الوطني الحر” بمساعٍ حثيثة في وسائل الاعلام للبدء بالتلميح بأن الازمة الحكومية ستتحول الى أزمة نظام حقيقية في حال سقط لبنان في بؤرة الانهيار الكامل، اي ان الازمة ستطال عمق النظام اللبناني المتمثل باتفاق الطائف. فما هو السبب خلف جهود التيار من أجل إشاعة هذه الفكرة وتسويقها؟ وهل يمكن القول بأنها مجرّد عملية ضغط على الرئيس المكلف سعد الحريري أم أنها خطة ممنهجة لتحويل بوصلة الأزمة من حكومية الى وجودية للوصول الى تعديل النظام والانقضاض على اتفاق للطائف؟

 

وفق مصادر مطلعة، فإن التيار “الوطني الحر” يسعى وبشكل جدي للبدء بفتح تواصل وللمرة الاولى مع دولة من الدول العُظمى وهي روسيا ليكون ذلك مدخلا لتحصين نفسه على المستوى السياسي في الساحة الداخلية اللبنانية بعد العقوبات الاميركية التي طالت رئيس التيار النائب جبران باسيل. هذا التواصل مع موسكو والذي يرغب به باسيل سيُترجم بزيارة في نهاية الشهر الجاري ويلتقي مع محاولات التيار لاستغلال الانهيار الحالي وفتح نقاش حول الصلاحيات، وما اقتراح قانون تعديل بعض الصلاحيات والمهل المرتبطة بتشكيل الحكومة سوى باباً من أبواب التسلّل نحو عمق النظام السياسي اللبناني.

 

يرى التيار ان الواقع الحالي سيدفع به الى هوّة الانهيار السياسي والشعبي في حال انتهاء عهد الرئيس ميشال عون بفشل ذريع كما هو الوضع اليوم، لذلك فهو يعمل على تقديم نفسه كمّن يستغل لحظة سياسية سيئة في التاريخ اللبناني من أجل تسويق فكرة تعديل النظام السياسي الذي لا يمكن حصوله بجناح واحد في لبنان خصوصاً وأن “حزب الله” الحليف الأساسي للتيار يرفض الذهاب الى مؤتمر تأسيسي اذا لم يكن هنالك اجماع على ذلك، الامر الذي يبدو غير وارد على الاطلاق، وبالتالي فإن التيار لا يمكن له بمفرده القيام بخطوة ضرب النظام لإسقاطه وهو بحاجة الى دولة اقليمية تدعمه في ذلك حتى النهاية، وبحسب رأيه فإن موسكو قد تكون اليد القوية الجاهزة لمساندته في مثل هذه المغامرة في الساحة اللبنانية لمواجهة الاميركيين.

 

من المعلوم بأن النظرة الروسية الى لبنان هي نظرة تقليدية جدا وأن اي مبادرة روسية ستقوم على احترام التوازنات التقليدية فيه وأن موسكو ليست في وارد انقلاب سياسي تدرك جيدا انها غير قادرة عليه لعدة اسباب من بينها عدم رغبتها باستفزاز المملكة العربية السعودية أو معاندتها. من هنا يمكن القول بأن رهان التيار على دعم الدولة الاقليمية يبقى رهاناً ساقطاً والايام القليلة المقبلة ستثبت ذلك للعونيين. لكن الخطر الحقيقي يتمثل في استرسال التيار بعملية التعطيل من اجل تسريع الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي الذي يؤدي بذاته الى تهشيم النظام السياسي وفرض أمر واقع لا يمكن لأي قوة سياسية تجاوزه.

 

ويبقى السؤال، هل يذهب العهد والتيار “الوطني الحر” الى منطق “عليّ وعلى أعدائي” أي إدخال البلد في نفق مظلم من اجل تحقيق مكسب سياسي مرتبط مباشرة بضرب نظام الطائف؟


المصدر:
لبنان 24