رمضان الفيحاء عبق من الماضي والحاضر 9/30

21 أبريل 2021
رمضان الفيحاء عبق من الماضي والحاضر 9/30
في منطقة ما يعرف جغرافيا بحرم المسجد الكبير، أو ما كان يعرف بمجتمع الجامع الذي كان يضم كل مكونات المدينة قبل خروج عائلاته الواحدة تلو الأخرى منتصف القرن الماضي إلى طرابلس الجديدة، ساحة الكورة ثم شارع عزمي. وفي الجهة الغربية للجامع الكبير ومسجد الارغن شاه  بنى الأخوان طه ونجيب ميقاتي مسجد العزم وجمعية العزم والسعادة، وقد ذكرنا سابقا ان الجمعية والمسجد احدثا تغييرا اجتماعيا وانمائيا متقدما في حياة الحي بأسره، فدخلت الجمعية بمفهوم التنمية الشامل، وأحدثت انقلابا في حياة الأحياء المحيطة، فصارت واجهته المطلة على الساحة، التي طورت مؤخرا، ملتقى للأهالي، يتحلقون حول بائع القهوة، فتراهم يمارسون مفهوم الانتماء الكامل للمسجد والجمعية فلا يغيب واحدهم إلا لعذر ولا يقطع مناسبة في المسجد، دينية أو دنوية، إلا ويشارك فيها، حريصا مثابرا مواظبا. 

 وفي ايام الصيام يتحول الملتقى إلى شبه اعتكاف وطيب مقام ويبلغ الانسجام أرقى مستوى له بين المنطقة المجاورة والمسجد لينضم إلى الأهالي حشد من الطرابلسيين اعتادوا ريادة المسجد أيام الجمعة، وكذلك كل أيام الشهر الفضيل، فيزدحم المسجد بهم وتتألق أيامه ولياليه بأئمة أفاضل ورواد أكارم. 

ولا يغيب الرئيس نجيب ميقاتي عن هذا الموقع فتراه يفاجئ رواد المسجد وأهل الحارات فيطوف في الأنحاء مطلعا ومتفقدا في عادة صارت معروفة عنه، فيجول  في المناطق المحيطة بالمسجد سواء التي تقع إلى جانبه مباشرة لجهة عمق باب الرمل وساحة الدفتر دار شرقا، أو لجهة ساحة النجمة غربا أو لجهة باب الرمل والمنطقة التي تفصل بين مسجد العزم وتلة باب النار، والتي ساهمت الجمعية على مراحل إلى جانب البلدية في إعادة تأهيلها ودعم المواسم الرمضانية فيها. 

وفي رمضان ترتفع وتيرة العمل الخيري المتعدد فيزداد عمل الكادر البشري في مبنى عزم باب الرمل في نمط صارعاديا مع كل موسم سواء في شهر رمضان أو حتى أيام الوقفة “ليالي ما قبل عيد الأضحى”. 

وفي ايام شهر الصيام يخصص المسجد دروسا لعلماء من أنحاء الشمال في سياق خطة موحدة للمساجد  تشرف عليها جمعية العزم والسعادة “مسجد العزم في القلمون ومسجد الظافر في الضم والفرز ” فيتناوب العلماء على هذه المساجد ليقدموا دروسا وتلاوات قرآنية. 

كما يقيم مسجد العزم بين وقت وآخر أنشطة دينية ليلية في رمضان وغيره انسجاما مع رؤية علمية متزنة، وذلك إضافة إلى تخصيص أبناء محيط المسجد بدورات قرآنية لاولادهم وحلقات تعليم القرآن للمصلين عقب صلاة الفجر وتعليمهم التجويد والتلاوة.. 

هو تجديد مسؤول لنمط وسلوك قدامى الطرابلسيين واستحضار للقيم والسير الحسنة، حيث يحلو التواصل بين مقيم ووافد ليشكلوا مجتمع جامع العزم بقيم راقية ونفوس ودودة .