الجيش مُحصّن ومحيّد… بخطّ أحمر

22 أبريل 2021

كتب آلان سركيس في ” نداء الوطن“: ترى مصادر متابعة أنّ الخطر موجود على كل مؤسسة ناجحة في هذا البلد، لذلك لا يستطيع أحد إستبعاد إستهداف الجيش مع إقتراب موعد الإستحقاق الرئاسي حتى لو أعلن العماد جوزاف عون أنه غير مرشّح للرئاسة.

 

لكن في المقابل، فان المؤشرات تدل على أنّ الجيش مُصان أكثر من بقية المؤسسات لأسباب عدّة أبرزها:

 

أولاً: على رغم الحملات التي تشن على قيادته، إلا أن أي فريق سياسي لا يستطيع الذهاب بعيداً في استهداف الجيش لأنه لا يستطيع تحمّل النتائج.

 

ثانياً: لا يزال الجيش يحظى برضى الغالبية الساحقة من اللبنانيين، لذلك ليس من السهل تجييش الشعب ضدّ هذه المؤسسة، فلم يدخل أحد معركة مع الشرعية إلا وخسر.

 

ثالثاً: لا يوجد قرار في هذه المرحلة من “حزب الله” باستهداف المؤسسة العسكرية في ظل التفاوض على الحدود البحرية مع إسرائيل، على رغم بعض الإنتقادات التي توجّه من مقربين لـ”الحزب” لقيادة الجيش على خلفية عدم قمعها المتظاهرين.

 

رابعاً: يبقى إستهداف قائد الجيش ضمن الإطار السياسي، وهو حتى الساعة لم يدخل في الزواريب السياسية ويتحدّث فقط بالعسكر، لذلك لم ينجح من يريد إغراقه من خلال جرّه إلى الوحول السياسية.

 

خامساً والأهم هو وجود قرار أميركي دولي بتحييد الجيش عن الصراعات، فالإدارة الأميركية تقدّم الدعم المباشر للجيش وتستثمر في الأمن وتعتبر أن الجيش اللبناني شريك في المعركة الكبرى في مكافحة الإرهاب، لذلك تستمرّ برعايتها المباشرة له بعكس بقية المؤسسات، وبالتالي لن يتجرأ أحد على هزّ الإستقرار الذي تريده واشنطن والدول الفاعلة.

 

وتمثّل الرعاية الأميركية غطاء كبيراً للجيش وخطاً أحمر لا يمكن لأفرقاء اللعبة الداخلية تجاوزه، وتراهن على الجيش للعب دور مستقبلي.