خنادق الانتفاضة الخمسة: “الثورة” اونلاين

22 أبريل 2021
خنادق الانتفاضة الخمسة: “الثورة” اونلاين

كتبت رلى ابراهيم في” الاخبار“: هل انتهت انتفاضة 17 تشرين؟ سؤال يتبادر يومياً منذ بداية العام، في ظلّ غياب أيّ نشاط حاشد في الشارع حتى بات الأمر يقتصر على شعارات وتوقيع عرائض، والكثير من الاجتماعات عبر تطبيق «زوم» وجلسات افتراضية على «كلاب هاوس». هي انتفاضة «أونلاين» والناس تآلفوا مع هذا النمط.

 

تعمّقت الانقسامات ما بين المجموعات حول عدة قضايا، أهمها الخيارات السياسية والقيادة، الأمر الذي يشير الى انقسام مماثل في الانتخابات النيابية المقبلة سينعكس في عدة لوائح تتنافس بعضها مع بعض وتأكل من الصحن نفسه، في ما عدا المساهمة بانكفاء الناخب الوسطي. وتقول بعض الإحصاءات التي نُفّذت في المناطق إن الأحزاب خسرت بعض مؤيديها، لكن المجتمع المدني لم يربح، إذ تعبّر نسبة من «الخارجين من عباءة الأحزاب التقليدية» عن رغبتها في مقاطعة الانتخابات، لا بالتصويت للمنتفضين أو «المجتمع المدني».

ثمة خمسة خنادق تتوزع عليها مجموعات المجتمع المدني وأحزاب الانتفاضة وناشطوها:

 

1- المجموعات اليسارية

المجموعات اليسارية من الحزب الشيوعي الى الحزب الناصري الى مواطنون ومواطنات في دولة، شباب المصرف و«وعي» وحركة الشعب ومن يدور في فلكهم. تعتقد هذه المجموعات أن من يصوّر للناس أن المسألة الأهم هي الانتخابات النيابية لإسقاط المنظومة، هو من يقود الحراك نحو الفشل والإحباط

 

2- المجموعة «الوسطيّة»

المجموعة «الوسطيّة»، كما يطيب لها تسمية نفسها وهي تتألف من تحالف «وطني» الذي يضم: المرصد الشعبي لمكافحة الفساد، بيروت مدينتي، النائبة السابقة بولا يعقوبيان، منتشرين، لِحَقّي (تنسق المجموعة من جهة أخرى مع «مدى» لإطلاق تحالف يسمى «Left»). وتضم هذه المجموعة أيضاً «كُلّنا إرادة»، الكتلة الوطنية، نحو الوطن وغيرها من المجموعات الصغيرة. بحسب بعض الناشطين في التحالف، فإن مجموعتهم هي الوحيدة التي تُنادي بشعار «كلّن يعني كلّن» وتُطبّقه، على عكس الباقين.

 

3- «الأمانة العامة»

حزب الكتائب والنائب المستقيل ميشال معوّض و«أنا خط أحمر» و«تَقَدُّم» وكل من كان يدور في فلك 14 آذار. يُطلق على هؤلاء تسمية «الأمانة العامة» لأنهم يحملون خطاب الأانة العامة السابقة لقوى 14 آذار، ويسوّقون له، وسبق لهم أن كانوا أعضاء ناشطين فيها. حاول هذا الفريق الانصهار مع مجموعات الحراك، لكن انقسم الناشطون حيالهم: البعض رفضهم من منطلق رغبته بالابتعاد عن الأحزاب ومن يمثلها، ولأنهم كانوا جزءاً من السلطة السياسية وكوّنوا نفوذهم وامتيازاتهم باستغلال مناصبهم.

 

4- «ثوار البطرك»

منذ أن بدأ البطريرك بشارة الراعي بالتسويق لطرح «الحياد» وتصويب هجومه نحو سلاح حزب الله، حجّت بعض المجموعات إليه لتجلس عن يمينه. وهم: حزب الأحرار، بيراميد (سعى الناشطون فيها في بداية الانتفاضة إلى بناء تحالف واسع بين الجميع. سرعان ما أسقطوا مطالب التحركات وتبنوا طروحات البطريرك الراعي)، الجبهة المدنية الوطنية، الثورة أنثى (نشب خلاف بين الناشطين فصعد قسم إلى بكركي وبقي القسم الآخر ضمن الحراك)، الفدراليون، جبهة السيادة اللبنانية، أوكتوبس ، أنا 128، 10452، أفنجرز.

 

5- روكز والعسكريون المتقاعدون

في بداية الانتفاضة، جرى تنسيق جدّي بين النائب شامل روكز والوزير السابق شربل نحاس والكتلة الوطنية، سرعان ما تلاشى نتيجة عدم التوافق. ظل روكز يغرد منفرداً إلى أن انكفأ. أما العسكريون المتقاعدون، فيرابطون اليوم لدى قيادة الجيش، شأنهم شأن بعض الناشطين المستقلين وغالبيتهم من الشمال. علماً أن المتقاعدين، ولدى محاولتهم منذ عدة أسابيع عقد مؤتمر في وسط بيروت يتبعه نصب خيم، تعرضوا للهجوم من بعض الناشطين وتمّ طردهم من الساحة