مع عراضات النائبة العامة الإستئنافية القاضية غادة عون الإعلامية، دخل لبنان مرحلة جديدة يصح تسميتها بـ trend “الحدادة الفرنجية” بعد تقنية التلحيم التي ذاع صيتها مع وقوع إنفجار الرابع من آب المشؤوم في المرفأ.
بالكسر والخلع مستعينة ببراعة حداد فرنجي، دخلت القاضية المتمردة الى مكاتب شركة مكتف لتحويل الأموال أمام عدسات الكاميرات، متجاوزة القرارات والقوانين المرعية في سابقة لم يقدم عليها أي قاضٍ بتاريخ الجمهورية، إذ لم يسبق أن طلب قاضٍ، في مسار دعوى ما، أن يتم خلع أبواب مؤسسة خاصة، وجّل ما كان يحدث هو ختم أبواب لا خلعها إستكمالاً لمراحل التحقيق في الدعوى.
ومع الأوامر المتكررة لمطرقة الحداد الفرنجي الذي تحول الى حداد مقدام يعمل تحت إنظار قاضية من الصف الأول وسط تصفيق وهتافات الجمهور المصاحب لها، كانت عون تتقدم بخطوات بطيئة من على درج الشركة الى أمام المدخل، مشجعة الحداد على الضرب بمطرقة من حديد، ومدلية بين حين وآخر بتصريح مقتضب لوسائل الإعلام المتواجدة في المكان والتي كانت تتبع خطواتها وتحركاتها، واللافت أنها بعد كل تصريح كانت تستدرك “أنا مش عم صرّح”.
ما قامت به القاضية عون هو بالتأكيد ليس نتيجة إنفعال موقت كما بررت أمام مجلس القضاء الأعلى منذ يومين، بل هو ملامح سلوك أنتج مشهدية غير مسبوقةوسدّد ضربة قاضية ترنح من جرائها كل الجسم القضائي، فترنح معه ما بقي من دولة… والسلام.