نقاش مسيحي حول عون: إذا كان أخطأ فلا يعني أن الآخرين على حق

23 أبريل 2021
نقاش مسيحي حول عون: إذا كان أخطأ فلا يعني أن الآخرين على حق

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: يتجنب الكثير من المسيحيين كشف اوراقهم وبينهم من لا يريد الظهور بمظهر المدافع عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لأنهم اما ليسوا من سياسته أو هم متضررون لأسباب سياسية محلية أو مصلحية من التيار الوطني الحر، ولكن هؤلاء يتجنبون التصويب على عون لانه في اعتقادهم هو الموقع المسيحي الاول وإضعافه يتجاوز المصلحة الآنية لهذا الفريق او ذاك الى ما هو أهم وأشمل اي إضعاف الدور المسيحي الاول في الدولة. اذا كان عون قد أخطأ، واذا كان تياره في معارك دائمة مع غيره من الاحزاب والتيارات، فإن ذلك لا يعني بأي شكل من الاشكال أن الآخرين على حق في معركتهم مع الرئيس.












واذا كان طامحاً لان يكون هو اللاعب الأوحد فإن الآخرين لا يقلّون دفاعاً عنه في تحقيق هذا الامر على امتداد ساحاتهم، علماً ان الرئيس لا يمتلك الساحة المسيحية التي يتقاسمه عليها أفرقاء عدة في حين ان الساحات الاخرى تدين لأحاديات وثنائيات. من هنا يرى بعض الشخصيات السياسية المسيحية أن دفاعهم عن الرئيس ينطلق بدرجة أولى من قناعاتهم بالدفاع عن مقام الرئاسة كما يردد النائب السابق اميل رحمة من دون ان تكون لذلك ارتباطات والتزامات سياسية محددة ومعينة.

لا شك ان هناك حالة احباط لدى المسيحيين كما اللبنانيين لأنهم راهنوا على الانتقال الى حال أفضل فإذا بالنتيجة تأتي معاكسة تماماً، وان امتعاض هؤلاء واضح لكن تعليل الأسباب متباين بين من يقول ان قوى الفساد ومنظومتها أقوى وأكثر تجذراً من اي محاولة يقوم بها عون لكسر شوكتها، وبين من يقول انه ما كان عليه ان يبيع الناس احلاماً يعرف جيداً صعوبة تحقيقها في ظل وجود سياسيين تقليديين تربط بينهم شبكة من المصالح المعقدة التي يصعب فكاكها. وبطبيعة الحال فإن هذه المشهدية في الوسط المسيحي كما اللبناني خلقت تداعيات داخل التيار الوطني الحر والمجموعات المختلفة معه على خلفية التصدي للاستحقاقات المستقبلية…