كثر لاذوا أخيراً بـ«ذاكرة المأكولات الشعبية» مع أزمة اقتصادية رفعت أسعار السلع الاستهلاكية واستنزفت القدرة الشرائية لكثيرين، وأزمة صحية تثير الخوف من تناول أطعمة خشية انتقال عدوى «كورونا». هكذا، يتراجع الطلب على الأطعمة الجاهزة، وتعود إلى الموائد أطعمة من «الزمن الجميل» كان النسيان قد طواها، ككبة العدس وكبة البطاطا والغمّة وغيرها مما لم يتعرف إليه الجيل الجديد، وغيرها من مأكولات «المخزون التراثي» التي تقوم أساساً على الحبوب، رغم أن أسعار هذه أيضاً حلّقت مع تحليق سعر صرف الدولار.
تحضير أي شيء في البيت يبقى أوفر من شرائه جاهزاً. وتضم لائحة «الأوفر» الكثير من المأكولات كـ«المتبل والصلصة والصعتر والمكدوس والمربيات وغيرها»، تقول زينة حرب التي بدأت منذ أربعة أشهر تحضير اللبنة والجبنة في البيت «لأن قالب الجبنة الصغير في المحال التجارية يكلف 18 ألفاً، وهو سعر سطل الحليب الذي أحضّر منه أكثر من قالب جبنة».
وخلال فترة الحجر المنزلي أيضاً، استعادت كثيرات «الفرنية» و«الصاج» لصنع الخبز والحلويات والمعجنات، مستعينات بـ«يوتيوب» وبتبادل الخبرات والتجارب في ما بينهن. سكينة شعيب، مثلاً، علّمت صديقاتها تحضير الكشك، وهي تعدّ بنفسها الدجاج المتبّل والمقبّلات والحلويات العربية والمناقيش، «لأنني أخاف أن يلمس المنقوشة في الفرن مصاب بكورونا».