إفحصوا دمَكُمْ الوطني

23 أبريل 2021
إفحصوا دمَكُمْ الوطني
كتب الوزير السابق جوزيف الهاشم في” الجمهوربة”: كفى… توقّفوا عن الشعوذة…
لقد سقط الجـدَل، سقط الدَجَل، إنقطع الرجاء، وأَصبحنا أمام دينونة الآخرة.
سقطَتْ، هذه الذريعة الكاذبة التي إسمها: الحكومة والحكم والوزارات والميثاقية والدستور والصلاحيات.












والموضوع الحصري الآن، أصبح يتعلّق باغتيال وطـن، بخيانة وطـن، باحتلال وطـنٍ مرهونٍ لأوطان الآخرين.
لا يقول لنا أحـدٌ: إنّـه لا يحتاج إلى فحص الـدم لإثبات وطنيّتـه، هناك دمٌ لا يحتاج إلى فحص.
بعيداً من التفلسف الكاذب، تفضّلوا إلى مصارحة مفتوحة، إلى مواجهة القواعد القانونية والدستورية لنعرف: هلْ تبقّـى عندنا وطـنٌ ودولة وحكم وحكومة وسيادة واستقلال وقضاءٌ ودستور، ولنعرف ما إذا كنّا حقاً لبنانيين ومواطنين، وما إذا كان دمُنا الوطني لا أوبئـة فيه.

وأين هو لبنان على أرض الواقع الوجودي…؟ وقد أضحى مجموعة مستعمرات صغيرة كلُّ واحدة منها ترفع علمها المذهبي الخاص، والعلم اللبناني ينكَّسُ نفسه خجلاً وحزناً فوق المؤسسات الرسمية التي أصبحت مغاور للصوص.
أما بعد، فأين هو الحـلّ، ما دام لا حـلّ بهم ولا حـلّ معهم…؟
هل فـي الثورة الشعبية بعدما انكفأتْ من الشارع وراحتْ تتأجَّج في البيوت…؟
هل في الحرب الأهلية…؟ وليس بعدها هذه المـرة طائفٌ بل طوفان…؟
هل في انقلاب عسكري أبيض ينتشل ما تبقّى من رُكام…؟
هل في انتداب جديد يعيدنا إلى عصبة الأمم واتفاقية سايكس – بيكو…؟
كلّها توقعات مطروحة… إلّا إذا كان هناك موقف تاريخي ويقظة وطنية حول طاولة حوار في مجلس النواب، أو إذا شئتم في كنيسة مار مخايل في الشياح، على صورة عامّيـة مار الياس في أنطلياس سنة 1840 «دروز ونصارى ومتولة وإسلام يقسمون على قـول واحد ورأي واحد ولا يخونون…».
فوق هكذا طاولة حوار «مقدسة»، فليطرحْ كلُّ فريق لبنـانَه الديمغرافي في معزل عن الهوس الخارجي والهوى الإيديولوجي والغرض المذهبي، فإذا اتفقوا وأقسموا اليمين مخلصين على إنقاذ لبنان كان لبنان اللبناني.
وإلاّ فليأخذ كلٌّ لبنانَـه المنشطر إلى حيث دولته في منطقته وبيئتـه وحـزبه وجمهوره ومذهبه.واللـه ولـيُ التـوفيق”.