كتب طوني عيسى في ” الجمهورية “:يبدو الواقع اللبناني غارقاً في مراوحةٍ لا نهايةَ لها، بسبب عجز القوى السياسية عن إنتاج حلّ. فأي صدمة يمكن توقُّعها لتحريك الركود اللبناني السائد؟
1– يعتقد البعض أنّ لحظة الانهيار الكبير التي ستواكب رفع الدعم نهائياً عن السلع الأساسية، يمكن أن تشكّل هذه الصدمة. فهي ستقود إلى انفجار اجتماعي له انعكاساته السياسية وربما الأمنية.
2– يشكِّك آخرون في تأثير الصدمة الداخلية التي ستنتج من الانهيار. ويعتقدون أنّ الصدمة الأكثر واقعية ستكون بحصول اتفاق بين إيران والولايات المتحدة، واتفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين.
فهذا الأمر سينعكس توافقات قابلة للحياة في لبنان، لأنّ أحداً لن يعتبرها استفزازاً له أو انتصاراً للخصوم. وصدمة التوافقات الإقليمية والدولية هي الوحيدة التي ستتكفَّل بتكريس «الستاتيكو» القائم حالياً في لبنان، ولن تنسفه، لأنّه أساساً قائم على توازن بين القوى الإقليمية والدولية.
3– حصول اشتباك إيراني- إسرائيلي، مع «حزب الله» في لبنان أو أو مع دمشق، يمكن أن يبدأ بالطريقة التي جرت أخيراً، ويتخذ منحى تصاعدياً ليتحوَّل مواجهة إقليمية يكون الملف النووي من عناوينها الأساسية
إذاً، لبنان في وضعية الانتظار للصدمة أو للحدث الكبير، إيجابياً كان أو سلبياً، والذي سيكون مَنشؤه خارجياً ويحرِّك الركود الداخلي. ويمكن القول، إنّ الشرق الأوسط بكامله ينتظر صدماتٍ أو أحداثاً كبيرة، تُنهي الجمود وتُنفّس الاحتقانات السياسية، والتي تقترب أحياناً من الانفجار العسكري.
في 17 تشرين الأول، لو تمّ استثمار الصدمة الشعبية إيجاباً لكان لبنان قد سلك طريق النجاة. وفي 4 آب، لو تمّ التفاعل مع المبادرة الفرنسية لكان الانهيار قد توقّف. واليوم، إذا لم تتحقّق صدمة جديدة إيجابية تعيد خلط الأوراق، فلن يُفتَح باب الحلول.
وفي الانتظار، سيغرق لبنان في المزيد من المراوحة إلى ما لا نهاية، حيث لا يستطيع أي طرف داخلي حسم المواجهة أو فرض التغيير.