“السعودية تقرر منع دخول الخضروات والفواكه اللبنانية أو عبورها من أراضيها اعتبارا من الأحد بعد ضبط كميات كبيرة من الكبتاغون المخبأة داخل حبات الرمان”، هذا الخبر تلقاه اللبنانيون أمس كالصاعقة عليهم، كيف لا والسعودية تعتبر واحدة من أكبر مستوردي الخضار والفواكه اللبنانية.
هذا الخبر الذي هزّ القطاع الزراعي اللبناني شكّل مادة دسمة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما اذا ما تم ربطه بالسياسة وبالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها ليس فقط المزارع اللبناني، بل جميع القطاعات. فهذه العزلة الاقتصادية التي بدأت تضيّق الخناق على رقاب اللبنانيين اشتدت اليوم بعد القرار السعودي، وستشتد أكثر اذا ما حذت دول الخليج حذو السعودية، او اي دولة أخرى، في حين أن الدولة اللبنانية غائبة كلياً عن السمع.
ومن هنا، علّقت مصادر سياسية متابعة عبر “لبنان 24” على القرار سائلة: ماذا فعلت القيادات اللبنانية ازاء هذا القرار؟ كل ما فعله الوزراء الثلاثة الذين علقوا عليه هو اللطم والبكاء، فيما “الرؤساء الثلاثة” غائبون عن السمع،و أحدا منهم لم يمسك هاتفه ويتصل ليعرف ماذا جرى.
هذا من الممكن ان يكون طبيعياً في وطن مثل لبنان، شعبه يجوع وأحد لا يسأل عنه، الاّ أنه من باب “ذر الرماد في العيون”، كان يمكن لأحد الوزراء أن يطالب بفتح تحقيق محلي حول مصدر هذه الشحنة وكيفية وصولها الى الاراضي السعودية. الاّ أن هذا الصمت المطبق يؤكد وبأم العين ان الجواب والحقيقة في هذا التحقيق واضحة كعين الشمس وأن المطلوب فقط البكاء والندب على وطن يموت من دون أي كلمة أخرى.
للأسف “جهنم” التي بشرنا بها فخامة الرئيس بتنا فيها، وها هو الحصار الاقتصادي يزيد من عزلة لبنان عن عالمه العربي،وها محن اليوم ندفع ثمن عزل لبنان عن محيطه الطبيعي ومهاجمة دول الخليج ، فهل من نور وسط هذا الظلام؟