لبنان 'إسكوبار الشرق'… لا حكومة وعزلة دولية واقتصادية والجراد يجتاح البقاع!

25 أبريل 2021
لبنان 'إسكوبار الشرق'… لا حكومة وعزلة دولية واقتصادية والجراد يجتاح البقاع!
ضربة جديدة يتلقاها لبنان المنهك إقتصاديا. المحصول الزراعي لن يذهب إلى الاسواق السعودية والكويتية. المخدرات ضربت القطاعين التجاري والزراعي. ماذا تبقى من لبنان؟ لا حكومة، لا اقتصاد، لا تجارة، لا علاقات دولية، و”الدورة على الشعب”. فيما خاض أمس “التيار الوطني الحر” و”المستقبل” و”القوات اللبنانية” جولة جديدة من السجالات العقيمة.












لا حكومة قريبا
تأليف الحكومة أصبح من سابع المستحيلات في الظروف الراهنة. الخلاف كبير بين الفرقاء السياسيين، وخصوصا بين فريق “العهد” وتيار “المستقبل”. فمع تبادل الاتهامات بالثلث المعطل، والنصف زائد واحد، وبتسمية الوزراء المسيحيين، اصبح موضوع الحكومة من الماضي مع تعنّت السياسيين بمطالبهم وحصصهم، وحتّى على حساب الشعب اللبناني الذي يرزح تحت الفقر والجوع.
وأمس، صعّد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بمواقفه، وركّز هجومه على الرئيس المكلف سعد الحريري، ورأى أنه يهرب من مسؤولياته. وقال إنه “يسافر كعادته حاملا بطاقة التكليف للتعريف عنه بدل استعمالها لتأليف الحكومة”. ورمى كرة التعطيل مجددا في ملعبه. وأتى رد تيار “المستقبل” في بيان، وصف فيه باسيل بـ”الكاذب والمطارد بالعقوبات الداخلية والخارجية”.

واللافت أن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري تفرملت، وجولات المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لتقريب الوجهات توقفت. واتجهت كل الانظار إلى ما يحدث قضائيا في ملف التحويلات المالية. وتصدرت القاضية غادة عون المشهد مع الاسلوب غير المألوف في التحقيقات.

عزلة دولية واقتصادية
لبنان معزول دوليا بسبب التأخير بتشكيل الحكومة، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورغم المبادرة التي قدمها منذ الصيف الماضي، لن يزور لبنان إلا عندما تتشكل الحكومة. ومع إدراك فرنسا إلى أن الامر أصبح صعبا، بدأت تبحث مع شركائها الاوروبيين بالاسماء اللبنانية التي ستشملها العقوبات.
وكان البابا فرنسيس اعلن من العراق أن لبنان سيكون محطته التالية لكن الزيارة مؤجلة، إلى حين تشكيل الحكومة، وهذا ما أكده البابا، بحسب الحريري. ووفق المعلومات، لم يقدم البابا مبادرة جديدة وإنما شدد على ضرورة قيام حكومة بأسرع وقت لايجاد الحلول للمشاكل الاقتصادية والمالية والاجتماعية. وأكدت أن الفاتيكان جاهز لتقديم أي مساعدة للبنان، ديبلوماسيا وإنسانيا، ولكن من دون الدخول في الازمة السياسية التي هي من شأن المسؤولين اللبنانيين.

وكما هو ظاهر، فإن واشنطن وطهران منشغلتان بالاتفاق النووي الايراني وبمحادثات فيينا. والداخل ينتظر هذا الاتفاق، وما سينعكس عنه من إيجابيات على المنطقة كلها.
أما روسيا، فلم يصدر عنها مبادرة ملموسة حتى الساعة، ولم تضغط على إيران وحزب الله وباسيل كما كان يُروج، باستثناء إعلانها عن وقوفها الدائم إلى جانب لبنان، ودعوتها لتشكيل حكومة.

وتلقى لبنان ضربة اقتصادية جديدة. فقد أعلنت السعودية منذ يومين عن توقيفها شحنة مخدرات آتية من بيروت، اتخذت قرارا سريعا بتعليق دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى المملكة بدءاُ من اليوم، فتلقى المزارع اللبناني ضربة موجعة، نظراً إلى أن السعودية كانت وجهة رئيسية مهمّة لتصريف المخزون الزراعي المحلي.

ولم يصدر أي موقف رسمي لبناني من الرؤساء الثلاثة وحتى من الحريري بشأن القرار السعودي حتى الان، باستثناء دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون لاجتماع يوم الاثنين في بعبدا لعرض الملابسات التي رافقت القرار السعودي، والإجراءات الواجب اعتمادها لمعالجة تداعياته.

كذلك، كشفت مصادر مطلعة لصحيفة “الراي الكويتية” عن توجه الكويت لمنع استيراد الفواكه والخضراوات اللبنانية برا وبحرا وجوا، على إثر القرار الذي اتخذته السعودية.
وأيّدت البحرين بدورها قرار السعودية بحظر دخول الخضار والفواكه من لبنان، وأشارت إلى أنه يحمي مجتمعها من المخدرات ويكافح الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

توازيا، أفادت معلومات أن الشاحنات السورية التي تعبر الحدود، وتعمل على نقل بضاعتها عبر لبنان لتصديرها إلى الخارج، محملة بالمخدرات. وفي السياق، كشف رئيس تجمع مزارعي البقاع ابراهيم الترشيشي أن لا رمان في لبنان لتصديره، والمزارع اللبناني هو ضحية الشاحنات السورية المحملة بالممنوعات. تصريح خطير، لم يدفع المسؤولين بالمباشرة بالتحقيقات وتفتيش الشاحنات السورية، وتجنيب البلاد خسارة إقتصادية كبيرة.

أما اليونان، فقد أعلنت، وبالتنسيق مع السعودية أنها أحبطت أيضا عملية تهريب مخدرات، لشحنة آتية من لبنان وفي طريقها إلى سلوفاكيا.

والجدير بالذكر أن السلطات الايطالية والنيجيرية ضبطت أيضا منذ فترة مخدرات آتية من لبنان.

وبنطر البعض تحوّل بلد الارز، بسبب اداء السلطة الحاكمة ، من مصدّر للتفاح و”الاكي دنيا” والعنب والكرز والخضراوات الى شبيه بكارتيلات التهريب في كولومبيا وكوبا والمكسيك، الى حد ان البعض بدأ تحسّرا وحزنا ، او شماتة، يطلق عليه لقب”إسكوبار الشرق” ( في اشارة الى بابلو إسكوبار اشهر تجار المخدرات في كولومبيا والعالم)

الجراد
مع تطمينات وزارة الزراعة من أن الجراد لن يأتي، ها هي أولى موجاته وصلت إلى لبنان، وغطت المزروعات في عرسال وبعلبك، ما أثار الهلع بين المواطنين. وأمام الازمة الاقتصادية والمعيشية غير المسبوقة التي يعيشها اللبنانيون، عاد إلى الازهان مشهد المجاعة عام 1914. الحال مماثلة، لا أموال ولا قدرة شرائية وأتى الجراد.
بدأت فرق وزارة الزراعة ومروحيات الجيش برّش المبيدات في المناطق التي غزاها الجراد للحد من انتشاره في الاراضي الزراعية. لكن، ورغم التدخل السريع، نجح الجراد بالتمدد والوصول إلى اللبوة والهرمل ومناطق محاذية أخرى، الامر الذي يستدعي دقّ ناقوس الخطر الزراعي قبل وصول أسرابه إلى قلب المناطق الزراعية البقاعية والجنوبية والشمالية، وخصوصا وأن الحرارة المرتفعة تساعد في الانتشار والتكاثر.

لبنان أمام مشاكل ومصائب يومية، وآخرها المقاطعة العربية للخضراوات والفواكه اللبنانية. وبينما تتجه الانظار نحو مواقف الدول الخليجية الاخرى، الحكومة في خبر كان، والجراد ينتقل من منطقة إلى أخرى، في ظل أزمات معيشية واجتماعية ومالية واقتصادية حادّة.