بدأ رئيس تكتل “لبنان القوي” جبران باسيل حملته الانتخابية امس، معتمدا على الدفع المعنوي الكبير الذي استطاع تياره تحقيقه بعد حراك القاضية غادة عون، وبعد المطالبة المتكررة بالتدقيق الجنائي من قبل رئيس الجمهورية.
للمرة الاولى، عاد باسيل الى خطابه السياسي الصلب، البعيد كل البعد عن سياسة الانكفاء التي اعتمدها منذ اشهر. حاول الاستفادة من الزخم الذي يتمتع به في الاسابيع الاخيرة ليفتح باب الاشتباك السياسي العلني مع مجموعة قوى سياسية.
لعل اول من تلقى اسهم باسيل كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، اذ حاول باسيل رفع المسؤولية الكاملة عنه وعن تياره وعن العهد معلنا انه لا يوجد اي طريقة دستورية لسحب التكليف من الحريري وبالتالي فإن اللبنانيين عليهم انتظاره ليشكل الحكومة نافياً مرة جديدة رغبة تياره بالثلث المعطل.
لكن باسيل الذي حاول رمي كرة التعطيل بعيدا عم العهد بشكل كامل، وجه ضربات “تحت الزنار” للحريري في حديث مباشر عن علاقته بالمملكة العربية السعودية معتبراً ان الاخير يربط تشكيل الحكومة بعلاقته مع دولة خارجية.
لكن مصادر مطلعة اعتبرت ان هجوم باسيل على الحريري اخذ طابعا حاداً لان الظروف الاعلامية والسياسية مؤاتية في ظل اجواء وصلت للعهد بأن الزيارة التي قام بها الحريري للفاتيكان لم تكن على قدر توقعاته وبالتالي امكانية القيام “بهجمة مرتدة” باتت ممكنة .
لكن باسيل لم يكتف بالحريري ففتح جبهة جدية مع القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع، الامر الذي ذكر بلحظات الكباش الخطابي بين الطرفين قبيل انتخابات نيابية هنا او بلدية هناك.
حتى ان تمايز باسيل ورده غير المباشر، وغير الضروري، على جمهور “حزب الله” في مسألة الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، اوحى بأن باسيل اراد مخاطبة جمهوره وشد عصبه واظهار استقلالية قراره مرة اخرى…
اضافة الى كل ذلك استغل باسيل افضل استغلال حركة القاضية غادة عون، معلنا موقفا حاسما من تحركاتها متوجاً مساعي عونية تحاول الاستفادة منها شعبياً قدر الامكان…