رمضان الفيحاء عبق من الماضي والحاضر 13/30

25 أبريل 2021
رمضان الفيحاء عبق من الماضي والحاضر 13/30
ويسمح التمحيص في تاريخ دار التربية والتعليم الاسلامية في طرابلس وتشييد بنائها الحالي العام 1922 بتسليط الضوء على واحدة من ميزات طرابلس العلمية وربما الفريدة في ذلك العصر، إذ تشير دراسة موقعة باسم غسان علم الدين في صحيفة “الحياة” العام 2000 إلى أن الكلية والتي كانت تحتوي على فرع داخلي، احتضنت زيارة أنور السادات “نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة” نتيجة المواقف الوطنية المؤيدة لجميع قضايا التحرر العربي. وجاء ذلك بعدما تطوع العام 1956  قرابة الخمسين طالباً من الطرابلسيين المتحمسين، وتوجهوا الى مصر على متن باخرة، للالتحاق بالمقاومة المصرية ضد “العدوان الثلاثي”. كما زارها الرئيس كميل شمعون والرئيسان رياض الصلح وحسين العويني . 












وفي الدراسة عينها، أي دراسة غسان علم الدين، إشارة إلى أن الكلية الاسلامية ولانها كانت “الكلية الوحيدة في لبنان التي تصدر شهادات مدرسية مقبولة جامعياً في العالم” شجعت  الكثير من الطلاب العرب من كل البلدان العربية على الالتحاق بها، حيث وفد هؤلاء اليها  من سوريا والأردن والعراق وفلسطين والكويت والسعودية واليمن وغيرها، إضافة الى وجود عدد كبير من الطلاب العرب من المراحل الثانوية، كما كانت مقصداً لمئات الطلاب من جميع انحاء لبنان، خصوصاً ابناء بيروت والبقاع.  

وكان وجود قسم داخلي في الكلية يتسع لأكثر من 500 طالب مع اقامة كاملة ، من الأمور التي تسهل قبول الطلاب العرب واللبنانيين من خارج طرابلس، وهؤلاء جميعا شاركوا في جوانب الحياة الاجتماعية في المدينة بما فيها العادات والتقاليد . 

ويمكن هنا للقارىء أن يتخيل بداهة كيف كانت تحتفي الكلية برمضان مع هذا الحضور العربي واللبناني المتنوع وكيف كانت مدينة طرابلس تتفاعل مع ذلك.