أما النقطة الثانية والأخطر والأهم فهي إشارته إلى أن الإنتخابات في هذا الوقت تسبب الإضطرابات الأمنية، وبذلك ينسف كل أمل بإجراء الإنتخابات الفرعية، والأخطر انه يضرب موعداً مع الإنتخابات العامة حيث من المحتمل أن تتأجل. وتزداد الشكوك حيال تأجيل الإنتخابات لدى قوى السلطة لذلك ستعمد إلى رفع منسوب التوتر لأن الخطر يأتي من أن يخسر “حزب الله” الأكثرية كبير جداً، فـ”الحزب” لا يملك 65 نائباً له بل إن الكتلة الأكبر التي تمدّه بالدعم هي الكتلة العونية، وإذا نجحت المعارضة في المناطق المسيحية في تشليح “التيار الوطني الحرّ” 10 نواب تتغير الأكثرية وتصبح في جعبة معارضي “الحزب” والعهد، وهنا يُقصد بالمعارضة أحزاب “القوات” و”الكتائب” والمستقلون وقوى المجتمع المدني.
أما المسألة الأخرى التي تدفع باسيل للترويج لتأجيل الإنتخابات فتتمثل بأن النتيجة التي سيحصدها لن تكون مضمونة، فاذا أتت النتائج كارثية في المناطق المسيحية فانه بذلك سيفقد ورقته كمرشح مسيحي قوي لرئاسة الجمهورية، وهذا الأمر لا يرضى عنه، لذلك فهو يعمل على ضمان هذا المجلس لعلّ وعسى يفتح أمامه طريق بعبدا، لذلك هناك سعي جدّي لتأجيل الإنتخابات النيابية إلى ما بعد الإستحقاق الرئاسي.
ويعتبر كلام باسيل الأول من نوعه من مسؤول سياسي ويصوّب على الإستحقاق الإنتخابي المقبل، لذلك فكل الأمور متوقعة لأن هذه السلطة تستشرس من أجل الحفاظ على مكاسبها.