بري لهيل: أمامنا شهر فقط

26 أبريل 2021
بري لهيل: أمامنا شهر فقط
كتب جوني منير في “الجمهورية”: خلال لقاءات وكيل وزارة الخارجية الاميركية ديفيد هيل مع المسؤولين اللبنانيين، ثمة سؤال تعمّد طرحه امام الجميع: ماذا ستفعلون في حال الانهيار الكامل؟

الرئيس نبيه بري، والذي ردّد هيل لاحقاً انّ لقاءه به كان مفيداً جداً، قال لزائره: «وضعنا خطير للغاية، ولم يعد لدينا مزيد من الوقت. فلقد ابلغنا حاكم مصرف لبنان انّ كل ما يتبقّى لنا بالكاد شهر واحد».












وربما هذا ما دفع بالمسؤول الاميركي للقول في اجتماعات اخرى: «المفاوضات الاميركية – الايرانية قد تأخذ عدة اشهر، فيما وضعكم غير قادر على الانتظار سوى شهر واحد. ماذا ستفعلون؟».

لم يستطع احد تقديم اجابة واضحة. وهو ما يعني انّ البعض سلّم بحتمية الارتطام قريباً. والبعض الآخر ربما يرى في هذا الارتطام باباً لهدم كل شيء، تمهيداً لإعادة بنيان هيكل جديد، عملاً بمقولة ميكيافيلي في كتابه الشهير «الامير».

وهنا تدخل المصالح والتسويات الاقليمية من الباب الأوسع الى الصحن اللبناني. روسيا تحسب من باب مدى تأثير الانهيار الشامل في لبنان على مصالحها في سوريا. و»حزب الله» يحسب لواقع جديد انطلاقاً من سوريا الجديدة، ومشروع عودته العسكرية من سوريا، اضافة الى المشاريع الاميركية حيال ترسيم الحدود البحرية، وكذلك البرية مع اسرائيل وسوريا على السواء.

والفاتيكان قلق حتى الموت من المغامرات المجنونة للمسيحيين، والتي تهدّد بالقضاء الكامل على آخر معقل مسيحي في الشرق. ولذلك، يفسح رأس الكنيسة الكاثوليكية وقتاً واسعاً للنقاش حيال المخاطر الوجودية التي تهدّد المسيحيين في لبنان، وهو لذلك ربط زيارته الى لبنان بولادة الحكومة. فيما يدرس الفاتيكان النتائج التي يمكن ان تسفر عنها ارسال موفد فاتيكاني للمساعدة في ولادة الحكومة وفق المبادرة الفرنسية، قبل ان يتخذ خطوة في هذا الإطار.

كذلك تعمل الدول الطامحة لقيادة السنّة، الى مراقبة الوضع في لبنان عن كثب خشية الفراغ الناشئ عن الإنكفاء السعودي. لذلك تهتم مصر، وتركيا ليست بعيدة.