وبحسب مصادر مطلعة فإن ما قام به باسيل غير مألوف في الحياة السياسية، ولا في التفاوض فليس هناك من يعلن ان مطلباً ما، هو لرفع السقف التفاوضي فقط ويراد التراجع عنه في النهاية.
واعتقدت المصادر ان كل ما قام به باسيل من تصعيد في السياسة الداخلية هو بمثابة قنابل دخانية لتغطية بعض الطروحات التي مررها في الكلمة والمرتبطة بالوضع التفاوضي مع تل ابيب.
وذكرت المصادر بالتسريبات التي تحدثت عن اجتماع حصل بين دايفيد هيل وبين الوزير السابق سليم جريصاتي ونواب من تكتل “لبنان القوي”، اُبلغ خلاله هيل بأن مرسوم ترسيم الحدود بات وراء العهد ولن يوقع، وتمت مطالبته بعدم وضع عقوبات جديدة على باسيل.
ووفق المصادر فإن “حزب الله” لم يكن سعيدا بكلام باسيل، لا بل انزعج منه، وهو في الاصل، وان كان يؤيد مبدئيا الخط ٢٩ الذي اصر عليه في البداية رئيس الجمهورية، لكن تأييده كان مشروطاً بأن يكون الموقف السياسي صلبا بهذا الخصوص.
واضافت المصادر ان الحزب منزعج ايضا من الضرر الذي قد يؤدي اليه الارباك اللبناني الرسمي، كما ان التراجع الذي حصل، في وقت لا يوجد فيه تفاوض، لا يوحي بقوة لبنانية وقدرة على منع اسرائيل من سرقة الثروة النفطية اللبنانية.
واعتبرت المصادر ان الحزب في نهاية المطاف سيعود الى سياسته القديمة، اي عدم التدخل ابدا في قرارات الدولة المرتبطة بالحدود، وبالتالي فهو ملزم بالدفاع عن الحدود التي تقررها الدولة اللبنانية وليس معنيا ان يحدد هو الخطوط الحدودية.
واستغربت المصادر ايضا حديث باسيل عن الحرب وعن رفضه لها، ففي الاصل لم يطرح احد فكرة افتعال للبنان لحرب عسكرية مع اسرائيل.