الشركات والمصانع اللبنانية تعوّل على 'سبوتنيك'.. وتصريح مقلق من 'الصحة'

27 أبريل 2021
الشركات والمصانع اللبنانية تعوّل على 'سبوتنيك'.. وتصريح مقلق من 'الصحة'

في ظل التشكيك الشعبي حول لقاح “استرازينيكا” ومخاوف من تجلطات دموية رغم تأكيد وكالات الأدوية الاوروبية أن مخاطره نادرة جداً ونسبة حدوث التجلطات هي لدى شخص واحد بين 100 ألف يتم تطعيمهم، وفيما تركز شركة “فايزر” بإدارة الرئيس الاميركي جو بايدن على مبدأ “نحن أولاً”، أي أن يتم تلقيح كل الاميركيين، تعول الشركات الخاصة في لبنان بمعظمها على لقاح “سبوتنيك” لاستيراده، ليس هذا فقط، بل أيضاً هناك اتجاه ومباحثات بأن تقوم المصانع اللبنانية بإنتاجه على الأراضي اللبنانية ، فما هي آخر المعلومات العلمية عنه؟ ما هي فعالية هذا اللقاح؟ وهل هو آمن؟  

 

على صعيد منظمة الصحة العالمية، كان تصريحها اليوم الثلاثاء غامضاً، إذ أشارت الى أن “اللقاح الروسي “سبوتنيك في” لا يزال قد المراجعة ولم نحدد موعدا لإقراراه للاستخدام الطارئ”. ومنذ أيام، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنها بالإضافة إلى وكالة الأدوية الأوروبية، ستتفقد تصنيع وإنتاج “سبوتنيك V في روسيا في شهر آيار المقبل. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية لوكالة “سبوتنيك” الخميس الماضي “يتفقد حاليا فريق مشترك من منظمة الصحة العالمية وكالة الأدوية الأوروبية مراحل التجارب السريرية”. وأضاف “من المفترض أن يتم إجراء عمليات تفتيش في مواقع التصنيع والإنتاج في الفترة من 10 أيار إلى الأسبوع الأول من حزيران، في مواعيد متفق عليها مع الشركة المصنعة”. 

 

تزامناً مع تصريح المنظمة، أعلن الكرملين أن هناك طلبا هائلا عالميا على لقاح “سبوتنيك V“، كما أعلنت روسيا أنها قامت بتطعيم 7.7 مليون شخص  بجرعتي لقاح كورونا. وفي حين ولم توافق هيئة الأدوية الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي على لقاح سبوتنيك 5 حتى الآن، تقدمت العديد من الدول بطلبات لشرائه، من بينها الأرجنتين والمكسيك والفلبين. ويقول المسؤولون الروس إنهم وقعوا صفقات لتصنيع اللقاح في كوريا الجنوبية والهند.  

 

وسجلت وزارة الصحة الروسية، يوم 11 آب الماضي، أول لقاح في العالم ضد فيروس كورونا، الذي طوره مركز “غامالي” الوطني لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة بالتعاون مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي 

ووصل عدد الدول التي سجلت اللقاح الروسي “سبوتنيك V” إلى 61 دولة يعيش فيها نحو 3 مليارات شخص من سكان العالم، حيث أظهر اللقاح فعالية بنسبة تجاوزت 97 في المئة، بحسب بيان نشرته الصفحة الرسمية للسفارة الروسية بالقاهرة بناء على تحليل بيانات الإصابات بفيروس كورونا الذين تمتطعيمهم بجرعني لقاح في روسيا. 

 

الدول الأوروبية  

ورغم الجدل الدائر على المستوى الأوروبي بشأن لقاح “سبوتنيك في” المضاد لفيروس كوفيد-19 بسبب مشاكل سياسية أكثر منها متعلقة بالوباء، إلا أن ألمانيا باتت قاب قوسين أو أدنى من شراء ما لا يقل عن ثلاثين مليون جرعة من هذا اللقاح، بحسب ما أعلن رئيس ولاية ساكسونيا ميشائيل كريتشمر (22 نيسان) في تصريحات أدلى بها على هامش مباحثات أجراها مع وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو في موسكو في سياق زيارة يقوم بها المسؤول الألماني لروسيا تستمر عدة أيام. وأوضح كريتشمر أن برلين تود شراء اللقاحات الروسية بمعدل عشرة ملايين جرعة في الفترة ما بين يونيو وأغسطس المقبلين. إلا أن عدداً من القادة الاوروبيين لم يشعروا بارتياح لزيارة وتعاون كريتشمر مع روسيا، مشيرين الى أن موسكو توظف لقاحاتها في عدد من بلدان العالم ولا سيما بعض الدول الصغيرة في الاتحاد الأوروبي، لتلميع صورتها.   

بدورها، كانت لافتة تغريدة للقنصلية الأميركية في لايبزيغ تقول فيها “لا ينبغي أن نتسامح أو نجد أعذارا للسلوك غير النزيه لروسيا، سواء كان تضليلًا أو هجمات قراصنة أو تسميم واحتجاز ناشطين أو تفاقم الصراعات الإقليمية”، ووصفت القنصلية موعد زيارة كريتشمر بـ”الوقت الخطأ”. 

 

تسييس اللقاحات  

وبعدما تراجعت البرازيل عن الموافقة على إنتاج سبوتنيك محليا، صرح القائمون على إنتاج لقاح “سبوتنيك V” الروسي، بأن تراجع البرازيل عن الموافقة على اللقاح يعود لأسباب سياسية 

ونشر الحساب الرسمي للقاح على “تويتر” تغريدة تشير إلى أن صعوبات حصول على موافقة للقاح في البرازيل تعود لأسباب سياسية، وبأن وكالة التفتيش الصحي الوطنية البرازيلية، قد رفضت طلبا لشركة Anvisa لاستيراد الدواء، بحجة انتظار الحصول على المعلومات الناقصة عن اللقاح.  

وعلق القائمون على إنتاج اللقاح، بأن سبب التأخير يعود للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على البرازيل.  

وذكر المنشور “أن وزارة الصحة الأميركية في تقريرها السنوي لعام 2020، الذي صدر قبل بضعة أشهر، اعترفت علنا بأن متحدثا باسم الوزارة قد حث البرازيل على التخلي عن اللقاح الروسي”.  

على الصعيد اللبناني، هناك توجه إيجابي نحو إنتاجه محلياً على أثر اجتماع عقد منذ حوالى الشهر مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، والسفير الروسي ألكسندر روداكوف، والوزير عماد حب الله ورئيس مجلس إدارة الشركة عبد الرزاق يوسف ونائبة الرئيس الدكتورة رويدا دهام، تم البحث في الخطوات للتسريع في المباشرة بإنتاج اللقاح في داخل الأراضي اللبنانية وتحديداً في شركة أروان للصناعة الدوائية.  

وقد أكد دياب على دعمه الكامل لهذه الخطوة التي تعتبر خطوة مهمة للبنان في هذا المجال. علماً أن الشركة بانتظار رد الجهات المعنية في روسيا لمباشرة العمل. هذا وقد أوضحت دهام أنّ ثمة حاجة أيضاً إلى اجتماع تقني حول التفاصيل المتعلقة بالإنتاج، فيما يتمتع المصنع بكافة المقومات والإمكانات والطاقات الإنتاجية لإنتاج اللقاح بعد أن تزوده روسيا بالمواد الأولية لإنتاج اللقاح لاعتبار أن المنتج هو لها أصلاً. علماً أن إنتاج اللقاح بعد الحصول على الموافقة وإقامة هذا الاجتماع التقني، يمكن أن يتم خلال أشهر. 

 

إذاً، يتمتع لقاح “سبوتنيك” بثقة عالية من قبل الجهات المنظمة للقاحات في العالم وبعص الدول الاوروبية، ولكن تبقى منظمة الصحة العالمية هي الجهة الأكثر ضمانة. تنتهي أعمال بعثة المنظمة حول “سبوتنيك” في شهر أيار، لتصدر حكمها حول اللقاح بعيد أسابيع قليلة، على امل ألا تدخل السياسة في خطط التطعيم في  ظل عقبات كبيرة يواجهها الاقتصاد العالمي بسبب تداعيات جائحة كورونا.