الفاتيكان يعرف كل شيء عن لبنان

28 أبريل 2021
الفاتيكان يعرف كل شيء عن لبنان

يقول البعض أن اللهجة العالية التي إعتمدها رئيس “التيار الوطني الحر” في إطلالته الأخيرة يوم السبت الماضي سببها ما أدلى به الرئيس المكلف سعد الحريري على أثر لقائه قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، والذي قال فيه أن الفاتيكان يعرف تمام المعرفة من يعرقل الحل في لبنان، غامزًا من قناة علاقات باسيل الخارجية التي لا تزال تحول دون تشكيل الحكومة.

 

وفُهم من خلال التسريبات القليلة عن مضمون المحادثات بين البابا فرنسيس والحريري أن الفاتيكان ملمّ بكل التفاصيل اللبنانية، وبالأصول الدستورية المتّبعة في تأليف الحكومات اللبنانية، ويشدد على ضرورة التزام اتفاق الطائف نصّاً وروحاً، وخصوصاً لناحية التوازنات في إدارة الدولة، بعيداً من منطق العدد والقوة، وعدم تجاهل أيّ فريق لبناني داخلي في انتظام بناء السلطة والإدارة وتأكيد المشاركة.

 

شخصيات لبنانية على صلة بدوائر الكرسي الرسولي تلخص أجواء الفاتيكان وموقفه ومقاربته للأزمة في لبنان بالنقاط التالية

 

أولًا: الفاتيكان لا يتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وإن كان يعرف عنها الكثير، بل يحصر إهتمامه بالخطوط العريضة والسياسات والتوجهات الأساسية، ويهمه المساعدة في هذه المسائل.

 

ثانيًا: الحد من الهجرة المسيحية الى الخارج وتحديد السبل والوسائل التي تخدم هذا الهدف.

 

ثالثًا:إحداث تغيير جذري في الطبقة السياسية والحزبية، إذ أن هناك خيبة فاتيكانية من المسؤولين والسياسيين.

 

رابعًا: أهمية تشكيل حكومة من ذوي الكفاءات والسيرة الحسنة.

 

خامسًا: ضرورة إجراء انتخابات نيابية في موعدها، يعّول عليها لتغيير وجه البرلمان والوجوه السياسية والمعادلة البرلمانية

 

سادسًا: إعداد الظروف لإنتخابات رئاسية في موعدها، إذ أنه من المهمّ جدًا الا يحصل فراغ في رئاسة الجمهورية.

 

سابعًا:  تأييد التوجه عند المسيحيين خاصة واللبنانيين عامة الى إصلاح النظام السياسي وتطويره إنطلاقا من إتفاق الطائف، ودائما تحت سقف العيش المشترك ودور لبنان الرسالة.

 

ثامنًا: مصلحة لبنان وموقعه ودوره في المنطقة وتركيبته التعددية وتوازناته الطائفية، مما يفرض عليه أن يكون محيّدا عن الصراعات والمحاور الإقليمية، على أن تكون الترجمة العملية مصطلح “الحياد” الذي ينادي به البطريرك الراعي.

 

تاسعًا: يعطي الفاتيكان أولوية في هذه المرحلة للملف اللبناني نظرا إلى خطورته، وبعدما بات الفاتيكان على بيّنة بالأرقام والوقائع من الخطر الذي يتهدد وجود المسيحيين ودورهم في لبنان، فإنه سيبحث الملف اللبناني مع الإدارة الأميركية، خصوصا وأن بايدن أكثر إلتزاما بلبنان من ترامب، وأكثر إستعدادا للمساعدة في إنقاذه، خصوصًا أن المسؤولين في الفاتيكان مسرورون لوصول بايدن الى البيت الأبيض، وهم كانوا يتمنون أن يصل أليه كاثوليكي مؤمن وممارس، وأن تكون علاقته وثيقة ووطيدة مع الكرسي الرسولي.

 

وعلى هذا الأساس لن يتدّخل الكرسي الرسولي بتفاصيل اليوميات اللبنانية، بل سيكتفي بإعطاء إشارات قد تكون ضرورية من أجل إخراج اللبنانيين من الهوة السحيقة، التي وصلوا إليها بفعل الممارسات الخاطئة لأهل السلطة.