وفي مقالة رأي نشرها موقع “ذا هيل”، أَسِفَ غابرييل لأنّ محاولة هيل الأخيرة لإيقاظ القيادة السياسية اللبنانية “لم تلقَ آذاناً صاغية”، ناقلاً عنه قوله إبّان مغادرته: “(اللبنانيون) يعانون بسبب فشل قادتهم في تحمّل مسؤولياتهم لجهة وضع مصالح البلاد أولاً ومعالجة المشاكل الاجتماعية-الاقتصادية المتفاقمة.. إلاّ أنّ الأوان لم يفت”.
وكتب غابرييل: “على الرغم من أنّ هيل قال أنّ الأوان لم يفت لتشكيل حكومة قادرة على تلبية احتياجات المواطنين، يبدو واضحاً أكثر فأكثر أنّ البلاد قد تنهار مالياً في غضون أسابيع”، مضيفاً: “حان الوقت كي تبدّل إدارة بايدن موقفها بسرعة وتحمي مصالح الولايات المتحدة الأميركية في لبنان”.
وهنا توجه السفير السابق إلى إدارة بايدن بالنصيحة قائلاً: “سيكون من الحكمة اتخاذ ثلاثة إجراءات فورية”.
أولاً، شدّد غابرييل على ضرورة وضع الولايات المتحدة إلى جانب فرنسا ودول غيرها الخطوط العريضة لـ”خطة تطمئن اللبنانيين إلى أنّ العالم لا ينساهم ويستعد لمساعدتهم” ما إن تُشكل حكومة فعالة.
ثانياً، اعتبر غابرييل أنّه يتعيّن على الولايات المتحدة قيادة المجتمع الدولي في جهود إنسانية واسعة النطاق لمعالجة مشاكل الجوع والصحة والبطالة في أوساط الفئات الأضعف في لبنان، على ألاّ تشمل الجهود إشراك كيانات حكومية خوفاً من أن “يسرق المسؤولون الفاسدون المساعدات”.
غابرييل الذي حذّر من خطر فشل لبنان كدولة، تحدّث عن المساعدات التي يقدّمها “حزب الله” قائلاً: “تقديم مساعدات لقسم من الشعب خلال الوقت الحاجة هذا وتجاهل آخرين يشاركوننا قيمنا لا يخدم مصالح الولايات المتحدة وحلفائها”.
ثالثاً، أكّد غابرييل أنّ لبنان يضطلع بأهمية كبرى بالنسبة إلى المصالح الأمنية الأميركية، معتبراً أنّ الجيش يمثّل المؤسسة اللبنانية الوحيدة الصامدة والقادرة على أن تحدث الفرق في تحقيق استقرار البلاد. وكتب غابرييل: “من مصلحتنا الحيوية دعم جيش لبناني قوي”، ناقلاً عن وزارة الخارجية قولها إنّ الجيش “عزز بشكل كبير قدرته كقوة محاربة في مواجهة المتطرفين العنيفين”. وأضاف غابرييل: “نظراً إلى أنّ “حزب الله” المدعوم إيرانياً يتموضع على الحدود مع إسرائيل ويهدد الأمن في شرق المتوسط، تُعد قوة الجيش وقدرته على الردع حيويتيْن بالنسبة إلى المصالح الأميركية”.
في ختام مقالته، اعتبر غابرييل أنّه يتعيّن على بلاده مواصلة الضغوط على المسؤولين اللبنانيين الحاليين من أجل عدم تجاهل احتياجات اللبنانيين، مشدداً على ضرورة “إصرار” واشنطن على أن يكون إجراء الانتخابات النيابية في موعدها (2022) شرطاً مسبقاً لأي مساعدة.