يزور رئيس تكتل “لبنان القوي” جبران باسيل العاصمة الروسية موسكو خلال الساعات المقبلة، في حركة سياسية تلقى اهتماما جدياً نظرا للرسائل المتعددة التي تحملها، خصوصاً انها تأتي بعد زيارة خصم باسيل، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى موسكو والتي تضاربت الآراء حولها.
لعل السؤال المطروح في موازاة الزيارة الباسيلية، هو من المستفيد من هذا الحراك السياسي، باسيل ام موسكو ام الاثنان معاً؟
من الصعب القول بأن باسيل قادر، ولأسباب سياسية واجتماعية، على ان يضع كل رهاناته في السلة الروسية حتى لو ارادت موسكو ذلك، فهو لا يزال حتى اللحظة يتأمل بأن تتحسن احواله السياسية مع الاميركيين، اذ ان كل ما يقوم به حاليا هو في اطار الوقت الضائع ريثما يظهر الخيط الاميركي الابيض من الخيط الاسود.
لكن باسيل مستفيد عمليا من زيارته الروسية، فهو يكسر العزلة الاميركية عليه بعد العقوبات المالية التي طالته، كما انه يحاول تحقيق توازن سياسي اقليمي ودولي يحميه في حال حصول التسوية المرتقبة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن موسكو تتعاطى مع باسيل بوصفه الممثل الاول للمسيحيين، وبعيدا عما اذا كان هذا الامر صحيحا ام لا، الا ان هذه النظرة الروسية يمكن ان تعيد تفعيل الحراك السياسي لباسيل في الساحة اللبنانية بالاخص انه يعمل منذ اشهر على اظهار نفسه المدافع الاول عن الحصة المسيحية في السلطة.
وتقول المصادر ان باسيل وبلقائه المرتقب مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يفك العزلة الدولية التي طالته في الاسابيع الماضية ويعيد تشكيل وضعيته السياسية.
في المقابل تحاول موسكو التأكيد انها غير معنية بالعقوبات الاحادية الاميركية بل هي قادرة على اختراقها، وهذا يأتي ضمن سياق متاكمل تعمل على اساسه روسيا منذ مدة، وليس مرتبطا فقط بالساحة اللبنانية.
وترى المصادر ان الروس يرغبون ايضا بتفعيل الحل الحكومي ليكون لهم دور جدي في الساحة اللبنانية، لذلك من المتوقع ان يحصلوا من باسيل على ما لم يستطع الفرنسيون الحصول عليه في الشأن الحكومي، لتكون هذة الزيارة ردا اوليا من موسكو على عدم تجاوب الحريري الجدي مع حراكها السياسي.