باسيل يكسر العزلة؟
بعدما فشل لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يزور باسيل موسكو لكسر العزلة الغربية والعربية المفروضة عليه، وخصوصا بعد استثناء كل من وكيل وزارة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل ووزير الخارجية المصرية سامح شكري ومساعد الامين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي باسيل من “لقاءاتهم اللبنانية” في بيروت.
وترى مصادر أن باسيل يعمل على تحصين نفسه بعد فرض العقوبات الاميركية عليه، ويعوّل على زيارة موسكو كثيرا.
وكانت سبقت جولة باسيل لروسيا زيارة وزير خارجية هنعاريا بيتر سيارتو لميرنا الشالوحي. أولى الخطوات الاوروبية المعارضة لفرض عقوبات عليه، بعدما حُكي في الكواليس الاوروبية، بأن باسيل من الاشخاص الرئيسيين المعطلين لقيام حكومة. واعتبر الوزير الهنغاري أن باسيل يمثل الاكثرية المسيحية، وشكك بحصول الاتحاد الاوروبي.
وترفض موسكو العقوبات الاميركية من خلال استقبالها رئيس “الوطني الحر”. وكانت أجرت محادثات مع وفد من “حزب الله” الذي تصنفه واشنطن كـ”منظمة إرهابية”.
وفيما قلل البعض من زيارة باسيل لموسكو، معتبرين بأن روسيا معزولة إلى حدٍّ ما أوروبياً، وأميركيا، وأن العقوبات طالتها (من واشنطن والاتحاد الاوروبي)، وتعيش فترة ديبلوماسية حرجة مع جيرانها الاوروبيين (أوكرانيا، تشيكيا، بولندا، سلوفاكيا، لاتفيا، ليتوانيا)، زاد اعتقال المعارض الروسي ألكسي نافالني الضغط عليها، وخصوصا من فرنسا وبريطانيا والامم المتحدة.
روسيا على خط التأليف
تحولت روسيا إلى مقصد للسياسيين اللبنانيين، ودخلت على خط التأليف بقوّة من دون أن تقدّم مبادرة جديدة. فاستقبلت وفدا من “حزب الله”، ومن ثم الحريري واليوم باسيل ولاحقا رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، في محاولة منها لفهم وجهات نظر الافرقاء من تشكيل الحكومة، ومقاربة الافكار لايجاد مخرج للازمة السياسية.
بالتوازي، بدأ نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف زيارة إلى باريس لبحث الملف اللبناني مع مسؤولين فرنسيين.
وفيما تفهمت موسكو مواقف الحريري حيال الازمة السياسية، وشددت على تأليف حكومة من إختصاصيين وفق المبادرة الفرنسية، تتجه الانظار إلى لقاء وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بباسيل اليوم، وما سيحمله من تطورات على تأليف الحكومة. فروسيا لم تدخل في عمق الخلاف السياسي بين القادة اللبنانيين، وهمها تشكيل حكومة تعيد الاستقرار للبنان، البلد المحاذي لسوريا، حيث التواجد والنفوذ الروسي في المنطقة حاليا.
ومن المتوقع أن يسمع باسيل اليوم من المسؤولين الروس، دعوتهم للاسراع بتشكيل حكومة برئاسة الحريري، تبدأ بالاصلاحات اللازمة لحل الازمات الاقتصادية والمالية والمعيشية، وتحصل على الدعم العربي والغربي. بالاضافة إلى التطرّق لموضوع النازحين السوريين وسبل عودتهم لبلدهم. كما وسيؤكدون لرئيس “التيار” دعم روسيا الكامل للبنان وصون وحدته واستقلاله وسيادته، والتشديد على حلّ الخلافات السياسية من خلال التفاهم الداخلي.
وكما كانت زيارة الحريري لموسكو مثمرة، بحسب ما وصفتها مصادره، يُؤمل أن تكون مباحثات باسيل مع المسؤولين الروس إيجابية، فتُترجم بتوافق لبناني داخلي وبولادة حكومة طال انتظارها.