نظّم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أكثر من 15 ورشة عمل تفاعلية في جميع أنحاء لبنان ، لتعزيز استخدام البيانات والمعلومات المتوفرة ضمن ملفات الأحياء التي تم جمعها بشكل مشترك، وكذلك البوابة الإلكترونية كأداة تفاعلية يمكن إستخدامها من قبل السلطات المحلية، ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، ومؤسسات المجتمع المدني.
تستعرض ملفات الأحياء المتعددة القطاعات والتي تشمل 28 حي من الأحياء الأكثر تهميشاً في لبنان، بيانات إحصائية عن الظروف المعيشية لكل من المقيمين اللبنانيين وغير اللبنانيين.
تم خلال ورش العمل تقديم البيانات الرئيسية للأحياء وعرض الاستخدامات المتعددة للبوابة إلكترونية، والتشجيع على إستخدام تلك البيانات في وضع برامج تستند على الأدلة الحسية وتساهم في تحسين آليات التنسيق ضمن إطار عمل قائم على أساس المنطقة.
وحول الموضوع، تقول مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان تاينا كريستيانسن: ” يأمل البرنامج أن يستمر استخدام ملفات الأحياء بنهج قائم على أساس المنطقة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الفورية، وتخفيف التوتر الاجتماعي، والمساهمة في التنمية الحضرية المستدامة، حيث يواجه البلد أزمات متعددة ويخطط للتعافي والإصلاح على المدى الطويل.
يعاني لبنان، وهو بلد يعيش معظم سكانه في المدن ، إلى حد كبير من نقص في البيانات والإحصاءات عن المدن.
تغطي ملفات الأحياء مواضيع أو قطاعات متعددة، منها الاقتصاد المحلي، سبل العيش، المباني، المياه والصرف الصحي، الصحة، التعليم وحماية الطفل.
وقد شملت هذه الدراسة القضايا من منظور جميع المقيمين الذين يعيشون في منطقة جغرافية – بغض النظر عن الجنسية، الجنس والعمر.
وتقول ممثلة (اليونيسف) في لبنان يوكي موكو: “يستجيب مشروع ملفات الأحياء لنقص مستمر منذ فترة طويلة في البيانات الموثوقة والمتعددة القطاعات المطلوبة لتسليط الضوء على التنمية المستدامة والاستجابة الإنسانية من قبل جميع الجهات الفاعلة”.
تظهر الصدمات والتحديات المتعددة التي يعيشها لبنان – بدءًا من أزمة اللاجئين السوريين، والأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمالية، وجائحة فيروس كورونا، والتعافي وإعادة الإعمار بعد انفجار مرفأ بيروت – الحاجة بشكل واضح إلى بيانات أساسية دقيقة وشاملة على مستوى المدن والأحياء
وقد صرّح رئيس بلدية بيروت، جمال عيتاني قائلا: “من خلال بيانات ملفات الأحياء، سوف تتمكن بلدية بيروت من إدراك احتياجات سكانها بشكل أفضل والتي ستمكننا بدورها من تحديد الأولويات وتصميم تدخلاتنا لتلبية الاحتياجات والتحديات الأكثر إلحاحًا التي يواجهها السكان، بهدف تحسين ظروفهم المعيشية” وذلك خلال إحدى الورش العمل الأخيرة التي أقيمت في 24 آذار 2021 في بلدية بيروت، وشملت أحياء صبرا، داعوق-غواش، حي الطمليس وكرم الزيتون.
أما رئيس بلدية سبلين، محمد يونس، قد ذكر في ورشة العمل التي عقدت في منطقة سبلين أنّ: “الدراسة التي قدمها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) سيتم اعتبارها بمثابة خط الأساس أو نقطة البداية لإعداد أي ملف أو مشروع نريد تقديمه إلى الجهات المانحة. لقد جاءت هذه الدراسة كدعم لرؤية البلدية للاستجابة للوضع الراهن في البلد وتداعيات الانتفاضة الشعبية والإقفال التام بسبب جائحة فيروس كورونا والوضع الاقتصادي والسياسي”.
البلديات التي شملها هذا المشروع هي: بعلبك، برجا، بيروت، برج حمود، برج الشمالي، المرج، المنية والنبي يوشع، حلبا، كترمايا، طرابلس، حارة الفوار، قب الياس وادي الدلم، صيدا، سبلين، سن الفيل، صور، تعلبايا، الناعمة حارة الناعمة، زحلة، المعلقة وتعنايل وذوق مكايل.
لقد تم أيضاً إعداد فيديوين توجيهيين من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لتمكين المستخدمين من التنقل بين المكونات المختلفة لبوابات ملفات الأحياء والبوابة الجغرافية، بالإضافة إلى دليل حول كيفية قراءة وإستخدام ملف الحي.
الجدير بالتنويه ، أن برنامج الأمم المتحدة المستوطنات البشرية يعمل في أكثر من 90 دولة، حيث يدعم الناس في المدن والمستوطنات البشرية من أجل مستقبل حضري أفضل. من خلال العمل مع الحكومات والشركاء المحليين، تجمع مشاريعه العالية التأثير بين الخبرة العالمية والمعرفة المحلية لتقديم الحلول المناسبة. تتضمن خطة التنمية المستدامة 2030 هدفًا مخصصًا للمدن، الهدف 11 – لجعل المدن شاملة، آمنة ومستدامة.
وتعمل (اليونيسف) في لبنان منذ أكثر من 70 عامًا، وتعمل في بعض أصعب الأماكن في العالم، للوصول إلى الأطفال الأكثر حرماناً. نعمل في أكثر من 190 بلداً وإقليماً، من أجل كل طفل، في كل مكان، لبناء عالم أفضل للجميع.