يفيض نور السيد المسيح اليوم من القبر المقدس كككل سنة، معلناً قيامته من بين الأموات هازماً الموت بالموت. هذه الأعجوبة هي واحدة من عجائب السيد المسيح والتي بدأت منذ اكثر من 2000 عام ولم ولن تنتهي، وكلما كثرت الاعاجيب ازداد الايمان، وهي وُثقت أول مرة عام 1106، وذُكرت قبل هذا التاريخ ولكن بصورة متقطعة.
التحضيرات لفيض النور
فى يوم سبت النور يقوم بطريرك الروم الأرثوذوكس، ومعه رئيس أساقفة الأرمن بمسيرة كبيرة ومعهم كثير من رجال الدين من كل أنحاء العالم يرددون الترانيم والأناشيد. ويطوفون ثلاث مرات حول كنيسة القيامة بالقدس ثم يأتى بطريرك اورشليم، ويقوم بقراءة صلاة معينة ثم يبدأ بخلع ملابسه ويدخل وحده القبر المقدس، ويتم فحص البطريرك جيدًا قبل الدخول من قبل السلطات الإسرائيلية للتأكد من أنه لا يحمل أي مادة أو وسيلة لإشعال النار كما يتم فحص القبر أيضًا.
ويقول بطريرك أورشليم الارثوذكسي ثيوذوروس: “أركع أمام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر بتقوى، وأواصل الصلاة بخوف وتقوى، وهي صلاة كانت ولا تزال تتلى، وعندها تحدث أعجوبة فيض النور المقدس (النار المقدسة) من داخل الحجر المقدس الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر. ويكون هذا النور المقدس أزرق اللون ومن ثم يتغير إلى ألوان عدة، وهذا لا يمكن تفسيره في حدود العلم البشري، لأن فيضه يكون مثل خروج الغيم من البحيرة، ويظهر كأنه غيمة رطبة ولكنه نور مقدس. ظهور النور المقدس يكون سنويا بأشكال مختلفة. وهو يملأ الكنيسة التي يقع فيها قبر المسيح المقدس. وأهم صفاته انه لا يحرق، وقد استلمت هذا النور المقدس ست عشرة سنة، ولم تحرق لحيتي. يظهر كعمود منير، ومنه تضاء الشموع التي أحملها، ومن ثم أخرج وأعطي النور المقدس لبطريرك الأرمن والأقباط، وجميع الحاضرين”.
الاحتفالات التي قد تغيب هذا العام أيضاً عن الاراضي المقدسة، تحت وطأة جائحة كورونا، ستنقل مباشرة على قنوات العالم أجمع، وسيشاهد هذه العجيبة ملايين المؤمنين حول العالم.
الشعلة ستبارك لبنان
الشعلة هذا العام ستصل إلى بيروت كما كل عام منذ العام 2006، حيث سيتوجه وفد من الآباء وبعض الشخصيات الارثوذكسية الى الاردن للحصول على الشعلة المقدسة، التي يتم نقلها من الاراضي الفلسطينية الى الاردن من قبل أحد المطارنة.
عبر طائرة خاصة ستصل الشعلة هذا العام، بعدما كانت تصل عبر طائرة الميدل ايست، والعام الماضي تولى الجيش اللبناني نقلها من قبرص بسبب اقفال المطارات بسبب كورونا. وفي المطار، سيكون هناك استقبال ديني مختصر في المطار، مع احتمال ان يكون ممثل عن الدولة اللبنانية على ارض المطار. وبمواكبة أمنية ستتوزع الشعلة على الرعايا اللبنانية ليتبارك منها اللبنانيون أجمعين.
وعلى أمل قيامة هذا الوطن من أزماته التي لا تنتهي، مع قيامة السيد المسيح، يبقى رجاؤنا الوحيد في هذا الوقت. المسيح قام… حقاً قام.
