نظمت كلية الإعلام والتواصل في الجامعة الأنطونية AntonineUniversity-UA ضمن سلسلة Jeudis de l’Infocom Les، ندوة رقمية حملت عنوان “وسائل الإعلام في الأزمات: الأخلاقيات الصحافية والسبق الصحافي”.أدارت الجلسة رئيسة قسم الصحافة والتواصل في الكلية الإعلامية رانيا بارود، شاركت فيها الى جانب عميدة الكلية الدكتورة دلال مكرزل، رئيسة جمعية الصحافيين الفرنكوفونيين”، وأستاذة الأخلاقيات الاعلامية في الكلية نضال أيوب التي تحدثت عن الشرائع الأخلاقية الإعلامية في زمن الأزمات.
كذلك شارك في الندوة مدير البرامج السياسية في MTV الإعلامي غياث يزبك متحدثا عن الإعلام بين الأخلاقيات والسبق الصحافي.وقد تناولت الندوة نقطتين تتمحوران حول حرية الصحافة وحق الجمهور في المعرفة في مواجهة تقييد السلطة السياسية.في مستهل الندوة، أكدت الدكتورة مكرزل أن “الموضوع الأساس، وهو يخص صميم العالم الأكاديمي مع العالم الصحافي، يتمحور حول الأخلاقيات خصوصا في ظل الفضائح والتأكيد على ضرورة معرفة الحقيقة”.
واعتبرت أيوب أنه “لا يوجد عمل صحافي قيم ونزيه إن كان بعيدا من الأخلاق، وحتى السبق الصحفي بتحقيقه يجب أن يخضع بحد مقبول للمعايير الاخلاقية”. واذ اشارت الى “أننا نعيش في لبنان حالة إستثنائية فالأزمات لا تنتهي”، أكدت أن “هذا الأمر لا يبرر العمل بطريقة تنتهك اخلاقيات المهنة”، معتبرة ان “الصحافي الذي يقوم بتجاوزات اخلاقية ومهنية، ليس صحافيا”.وأضافت: “إن اخلاقيات المهنة ضرورية حتى لا نخطئ بحق الناس وحق المجتمع، وهذا الأمر حددته شرعة حقوق الأنسان الصادرة عن الأمم المتحدة سنة 1948، وشرعة حقوق الإنسان والمواطن التي انبثقت عن الثورة الفرنسية سنة 1787، ووثيقة ميونيخ التي اتفقت عليها مجموعة كبيرة من الصحافيين ليحددوا ضمن اي معايير يقدموا وظيفتهم الأساسية وهي نقل الخبر للمجتمع وصدرت سنة 1971”.ولفتت أيوب الى ان “النقاط المشتركة الأساسية فيها تصر على حرية التعبير والرأي، واحترام الحياة الشخصية وكرامة الإنسان، والإعتبار الذي يقول إن كل انسان بريء حتى تثبت تهمته، مؤكدة أن هذه هي النقاط الأساسية المشتركة والتي يعمل على أساسها الصحافي، لينقل الخبر ضمن معايير أخلاقية جيدة”.واعتبر يزبك أن “أخطر ما تواجهه صحافة اليوم الى جانب هبوط الإنسان ثقافيا، هو التقنيات الرقمية المتطورة ووسائل التواصل الإجتماعي التي سهلت لغير المهنيين ان يمارسوا شكلا من اشكال الإعلام والتواصل”، مشيرا الى “ان هذه الوسائل نقلت التنافس من بين أبناء مهنة الصحافة أنفسهم ووضعتهم في حالة تنافس غريبة بأشكالها ومضامينها وطقوسها وتعبيراتها مع فئات تجهل في معظمها أصول مهنة الصحافة”.وتحدث يزبك عن تحديات تواجه صحافة اليوم، فقال: “ان الصحافة جنحت راهنا نحو الإنخراط بالمنافسة الإنحدارية بدافع من عاملين، الأول: أن الصحافة وخصوصا اللبنانية والتي انهكتها الحرب، وأدخلت الى جسمها دماء غير نقية مهنيا، هي التي عانت فيروسات التبعية الطائفية والمالية وأغوتها الاجندات الإقليمية، كانت مهيئة للإنزلاق بسهولة أكبر في الزواريب والتعرجات البعيدة من أخلاقيات المهنة”.وختم: “بسقوط الضوابط المهنية وغياب اعتماد أي شرعة تضبط أصول ممارسة مهنة الصحافة وفي ظل الإنهيار المخيف الذي تسبب به الوضع الإقتصادي والمالي وجائحة كورونا وتحلل الدولة ومؤسساتها والمسؤولين القيمين فيها، لا ننتظرن انتفاضة تصحيحية تعيد قطار المهنة الى السكة الصحيحة والى المعايير الإخلاقية الرفيعة في المدى المنظور”، مشددا على أن “الحل يكمن في تنظيم المهنة ووضع أطر قانونية للممارسات الاعلامية وفق الشرائع الأخلاقية عبرإعادة تفعيل المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع”.