كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: ليل امس الاول اتصل الحريري بـ”حزب الله” يبلغه ان التشكيل تعتريه صعوبات جمة. وانه وان كان يصر على التشكيل “الا ان مشكلة الوزراء المسيحيين لم تجد حلاً وهناك وضع اقتصادي صعب في ظل رفع الدعم، واذا كنت المؤهل الوحيد للحل فإن الطرف الآخر لا يتوقف عن العرقلة واذا توصلت الى قناعة بأني عاجز عن ان أكمل فأنا أفكر بالاعتذار جدياً”.
في الاسباب التي أوجبت عليه التفكير بالاعتذار زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان. احتج الحريري لدى الفرنسيين أن استثناءه من جدول المواعيد سيدفعه للاعتذار فأرسلت الخارجية الفرنسية برقية تعديل وفتحت جدول مواعيد لودريان وأعلن عن لقاءات اضافية من بينها لقاء يعقده مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل فاحتج الحريري لوضعه وباسيل في نفس المرتبة. رفض اقتراحاً جديداً بأن يجتمع الى باسيل أو ان يلتقيه على هامش لقاء يعقد في قصر الصنوبر لكل رؤساء الكتل النيابية. رفع الحريري سقف شروطه فأحرج نفسه والمدافعين عنه حتى “حزب الله” الذي فشل بدوره في تقريب وجهات النظر من اجل تشكيل الحكومة.
واضح ان “حزب الله” تعامل مع موقف الحريري بتحفظ لكونه لم يكن متأكداً اذا ما كانت الخطوة جدية ام هي مجرد رسائل للضغط، لكن المؤكد ان اي شخصية مرشحة لرئاسة الحكومة سيكون عليها اما ان تحظى بتغطية من الحريري او من المملكة السعودية، والى ان يتضح ذلك فيكون اعتذار الحريري قد استهلك العهد فعلاً وأمضى بقية ايامه بحثاً عن تكليف جديد وتكرار السيناريو القديم للمرة الثالثة على التوالي. منذ انتشر خبر نية الحريري بالاعتذار انبرى الجميع في تعداد الاسباب، وأي طرف لم يجد مبرراً للحريري في ما فعله على امتداد أشهر تكليفه. حتى الحلفاء وهم قلة تلاقوا على ملامته لكونه لم يفقه سر اللعبة جيداً.
تأكد للمعنيين بالملف الحكومي ان السعودية لديها رغبة بأن يكون الحريري خارج المشهد لتكون مستعدة لدعم بديل أقرب اليها وللاميركيين وباتفاق مع القوى السياسية الاخرى. فهل يساعد تطور المفاوضات الايرانية – السعودية والسعودية – السورية على ايجاد البديل ام لا؟
“كش ملك”، انتهت اللعبة وصار وضع الحريري صعباً. إما يقبل ان يستمر مهما كانت النتائج ولو هدم الهيكل على من بداخله، او يدفع الثمن ويضع حداً لمستقبله السياسي كرئيس للحكومة ويفتح الباب على مصراعيه امام مرشحين جدد، والاسماء جاهزة وقد سبق وتم استعراضها في مجالس المعنيين ولو كان من السابق لاوانه كشفها، لكن البحث الجدي في البديل كان انطلق بالفعل بعيد آخر اجتماع للحريري في بعبدا وتسارعت وتيرته منذ يوم امس وبدأت تتصاعد بورصة المرشحين، من النائب فؤاد مخزومي الى الدكتور عبد الرحمن البزري وآخرين من أسماء يجرى تداولها بصورة جدية.
المصدر:
نداء الوطن