الحريري العالق بين الرياض وحزب الله

5 مايو 2021

كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: حتى لو خطا الحريري خطوة يفترض أنها تصبّ في الاتجاهات السعودية، فإن الخشية من أن يكون قد تأخّر جداً في القيام بها، ولا سيما أن الحريري يقف متريّثاً في انتظار جلاء أكثر وضوحاً، ليس لموقف الرياض، بل لموقف حزب الله. وهو يبدو متلمساً أكثر لهذا الموقف، بعدما علا أكثر سقف الضغط من جانب العهد والتيار الوطني الحرّ عليه لتقديم تشكيلته الحكومية، علماً بأنه حتى الآن، لم يتخلّ الحزب عن الحريري. فغطاء «الحريرية» السنّية لا يزال فوق الحريري، وأي مسّ به سينعكس في الشارع السنّي، مهما ضعف تمثيل الحريري، وتراجعت شعبيته. الحزب يعرف أن المسّ بالرئيس المكلّف سيثير عصبيّات، هو وغيره في غنى عنها. وهو حتى الآن، لا يزال متمسكاً به، في مقابل عدم استعجاله إنضاج الطبخة الحكومية. إلا أن الحريري يظهر كأنه يحتاج الى دفعة أكثر وضوحاً في لجم اندفاعة العهد وباسيل، مقابل دفع الحزب بوضوح أكثر لتحييد مسار التأليف. فالوقت يدهم الجميع، ليس بمعنى انتظار الحوارات الإقليمية ونتائج الرسائل الفرنسية، لأن موقف السعودية والحزب لا يزال هو نفسه منذ تكليف الحريري. بل لأن الاستحقاقات الداخلية أكثر فاعلية في الدفع نحو اتخاذ خيارات مدروسة في المرحلة الراهنة. فتراكم الأزمات المالية والاقتصادية وتسجيل مزيد من الانهيارات الاجتماعية، يمكن أن يفتحا باباً لاحتمال إحداث صدمات سياسية. إذ إن استحقاق رفع الدعم الذي بات يُصوَّر كأنّه لا مفرّ منه، يمكن أن يكون إحدى الذرائع التي تحكم الاستحقاق الحكومي. فأيّ اتجاه من هذا النوع سيرتدّ على الحكومة الجديدة بكل أثقاله وسلبياته. فهل يمكن للحريري أن يتحمّل تبعات هذا الاستحقاق عند أول وصوله، إذا ما أنتجت الحكومة سريعاً؟ وهل يمكن لحكومة يانعة أن تصطدم أول وصولها باستحقاقات شعبية على وقع رفع الدعم، يمكن أن تعيد الحريري الى المواجهة مع الناس، وهي الآتية أساساً لتخوض جملة تحدّيات اقتصادية ومالية غير شعبية بالمطلق، فكيف إذا أتت من دون تغطية خارجية كاملة تضمن صمود رئيسها فلا يكرر تجربة استقالته الماضية؟