تحركت الملفات دفعة واحدة بعد عطلة عيد الفصح وقبل العطلة المرتقبة الأسبوع المقبل بمناسبة عبد الفطر. وتبقى مهمة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت، عشية وصوله الأبرز والتي تحبس أنفاس الجميع، لا سيما في ضوء ما قد يتبعها من اعتذارات او حلحلات على الصيد الحكومي.
ولعل المفارقة الكبيرة التي طبعت الواقع المشدود الى احتمالات سلبية قد يشهدها الوضع الحكومي، تمثلت في تطور بارز آخر من خلال استئناف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية امس في الناقورة برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة في جولة خامسة بعد انقطاع جولات التفاوض منذ تشرين الثاني الماضي. وعلم ان أي موعد جديد لم يحدد بعد للجولة المقبلة بسبب طلب تريث الوفد اللبناني بعدما طلب رئيس الوفد الأميركي حصر التفاوض بين الخط الإسرائيلي والخط اللبناني المودعين لدى الأمم المتحدة .
زيارة غامضة لـ”لو دريان”اذاً، تعتبر زيارة لودريان اليوم الى بيروت، واحدة من أكثر الزيارات التي تحمل الكثير من الغموض والمفاجآت في طياتها، في ظل ما بدا تعمداً من وزارة الخارجية الفرنسية لعدم كشف تفاصيل برنامج الزيارة ومن ادرج على جدول لقاءات لودريان، الامر الذي أضفى على الترقب الثقيل لوصوله مزيداً من الالتباس والتساؤلات والتقديرات المفتقرة الى معطيات موثوقة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنه لا يمكن البناء منذ الآن على زيارة وزير الخارجية الفرنسية إلى بيروت ولفتت إلى أن الوزير الفرنسي قد لا يحمل مبادرة جديدة في جعبته إنما رسالة حض على الإسراع في تأليف الحكومة من دون إغفال أنه قد يُسأل عن موضوع العقوبات الأوروبية. وأكدت أن المبادرة الفرنسية لا تزال هي المدخل الأساسي في موضوع التأليف وأوضحت أنه سيستمع ممن يلتقيهم عن حقيقة التعثر الحاصل في هذا الملف ولم تستبعد أن يعيد التأكيد على مواقفه السابقة من التعطيل والدعوة بالتالي إلى إنقاذ البلد.إلى ذلك افادت أوساط مراقبة أن الكلام الذي يكثر عن اعتذار رئيس الحكومة المكلف عن التكليف هدفه الضغط وحتى الساعة الرئيس المكلف لم يُشر إلى هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد.وسط هذه الأجواء، سارت شائعاات عن احتمال اعتذار الرئيس الحريري، ووصفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة حملة الاشاعات الاخبار بانها من نسج ودوزنة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يحاول توظيف هذه المستجدات لابتزاز الرئيس المكلف عشية وصول وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى لبنان لإعادة تحريك ملف تشكيل الحكومة، وتحقيق تنازلات بالتشكيلة الوزارية لصالح الفريق الرئاسي، ولو من خلال الالتفاف على المبادرة الفرنسية تحت ذرائع ومسميات الحقوق المسيحية ووحدة المعايير وصلاحيات رئيس الجمهورية وما شابه.واشارت المصادر ان غاية الترويج لاعتذار الحريري ايضا، محاولة تملص الفريق الرئاسي من اساليب وممارسات تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة الثابتة بحقهم محليا ودوليا رغم محاولات التهرب والانكار، لتفادي اللوم واي اجراءات وعقوبات فرنسية محتملة، والسعي من خلال الحملات المفبركة على الحريري بانه هو المعطل للتشكيل خلافا للواقع والحقيقة.المفاوضات… تابع في هذا الوقت، انطلقت يوم امس في رأس الناقورة الجولة الخامسة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة بين لبنان واسرائيل، برعاية الامم المتحدة، وبوساطة أميركية. وبحسب المعلومات القليلة جدا التي أُمكن الحصول عليها نتيجة التكتم الشديد الذي يلتزم به المشاركون بالمفاوضات، أكد لبنان حقه في كامل ثروته البحرية انطلاقا من النقطة 29، فيما جددت اسرائيل التمسك بالنقاط التي كانت قد أعلنت عنها بالجولات السابقة، الا ان ذلك لم يحل دون استمرار المفاوضات التي من المفترض ان تتواصل خلال الساعات القادمة. ووصل الوفد الأميركي برئاسة المبعوث جون دوروشيه بموكب سيارات براً من بيروت والوفد العسكري اللبناني برئاسة العميد بسام ياسين بمروحيتين. وشهدت المنطقة، إجراءات أمنية مشددة للجيش واليونيفيل من مقر الأمم المتحدة في الناقورة إلى غرقة الاجتماعات في رأس الناقورة. واستمر الاجتماع قرابة الـ 6 ساعات.