لم يأت اللقاء السعودي السوري الذي عقد في دمشق قبل يومين، ضمن السياق التقليدي للقاءات بين الطرفين والتي بدأت قبل اشهر، بل نتيجة مستجد مرتبط بالتفاوض الايراني-السعودي الحاصل في بغداد.جمع اللقاء مدير المخبارات السعودي خالد الحميدان اضافة الى وفد مرافق باللواء علي المملوك، ومن ثم اجتمع الوفد السعودي بالرئيس بشار الاسد في اطار المشاورات بين البلدين.
كان من المقرر ان تتزخم االقاءات بين الطرفين بعد الانتخابات الرئاسية السورية من اجل تطبيع العلاقات فيما بينهما، لكن شيء ما حصل سرع التواصل حول مختلف القضايا، لعله مرتبط بالايجابيات الحاصلة في بغداد بين الرياض وطهران.تناولت الاجتماعات مسألة عودة سوريا الى جامعة الدول العربية وحضورها القمة العربية المقبلة، كما تم الخوض في اعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، والاهم فتح السفارة السورية في الرياض ،وهذا له اهمية كبرى نظرا لعدد السوريين الموجودين في السعودية..
وبحسب مصادر مطلعة فقد اتفق الطرفان على عقد اجتماع مطول اخر لمناقشة موضوع فتح السفارات بعد عيد الفطر وفي دمشق ايضا.وتشير المصادر الى انه ونتيجة المفاوضات الايرانية السعودية، قررت الرياض التعامل مع الملف اللبناني من الزاوية السورية، فقد تم الحديث عن بعض جوانب الازمة اللبنانية وتحديدا الازمة الحكومية اذ اعطت السعودية رأيها بالملف.وتضيف المصادر ان الرياض لم تصبح في وارد الدخول على الحل في لبنان، لكنها غير معنية جديا بالساحة اللبنانية اقله في المرحلة الحالية، لذلك فهي تعمل على الاستفادة من علاقتها المستجدة مع دمشق من اجل ايصال رسائل لخصومها اللبنانيين.من هنا، تلفت المصادر الى ان السعودية لم توكل امرها في لبنان لدمشق، لكنها وضعت، خلال اللقاء، مسارا جديدا في التعاطي مع الشأن اللبناني على السكة، وقد يكون لهذا المسار تداعيات جدية في المرحلة المقبلة، خصوصا انه يفتح الباب واسعا امام تطبيع العلاقات اللبنانية السورية وامام تسوية ايرانية سعودية حول لبنان يكون لدمشق فيها دور ما.