عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع اصدروا البيان التالي:
1ً- يُوجِّه الآباء شكرهم وتقديرهم البالغَين إلى قداسة البابا فرنسيس، للموقف الأساسي الواضح الذي أعلنه في رسالةٍ جوابية إلى رئيس الجمهورية اللبنانية ، والذي أكد على وجوب بقاء لبنان على هويته وحفاظه على “تجربة العيش الأخوي”. وهم يرَون في ذلك علامةَ رجاءٍ ينبغي أن يتمسك بها اللبنانيون بكل أطيافهم، وأن تُلاقيها العواصم الكبرى بما يُترجِمها بشجاعةٍ وصدق، ويردع العاملين على استبدالها بما يُشوِّه حقيقة الوطن الرسالة وبهدّد مصيره.
2ً- أمام الوضع الخطر الداهم الذي يتهدّد لبنان بانهيارٍ مالي واقتصادي كلّي، يتوجّه الآباء تكرارًا إلى المعنيين الرسميين بتشكيل الحكومة العتيدة، ليضعوا جانبًا كلّ حساباتهم وغاياتهم الخارجة عن إرادة الإنقاذ، ويُسارِعوا إلى إكمال عقد السلطة الإجرائية الذي يُشكِّل مدخلًا إلى الخلاص الإصلاحي المدعوم ماليًا على الصعيد الدولي. إن الدولة تتفكّك على نحوٍ قد لا يكون قابلاً للمعالجة، وحري بهم استجابة مطالب شعبهم والمجتمع الدولي.
3ً- في ضوء تبلورِ إرادةٍ دولية للقيام بخطواتٍ تقي اللبنانيين مخاطرَ مزيدٍ من الفقر، يناشد الآباء العواصم الصديقة القيام بمادرات إنسانيّة عاجلة تساعد الشعب اللبنانيّ على الصمود وتحول دون وصوله إلى نقطة اللاعودة، لاسيما أنها جدّدت إعلان اهتمامها بمستقبلٍ أفضل للبنان، الذي يحتلّ، كما أشارت، موقعًا بارزًا في أجندتها الإقليمية.
4ً- يأمل الآباء في الأوضاع الراهنة قيام كلّ المسؤولين ومؤسّسات الدولة بكلّ ما يمكن من أجل الحّد من تدهور الوضع المالي والإقتصاديّ، وإتخاذ التدابير الملائمة دون المسّ بودائع الإحتياط في المصرف المركزيّ، لما لذلك من تبعات سيّئة جدّا على الوطن.
5ً- يشجب الآباء بشدةٍ التفلُّت المُتمادي على المعابر الحدودية الشرقية والشمالية، كما في مرفأ بيروت ومطارها، التي باتت تُستخدَم جهارًا لتهريب المُخدِّرات، الأمر الذي كلّف لبنان مزيدًا من الحصار الإقتصادي شمل صادراته الزراعية إلى المملكة العربيّة السعودية وسائر بلدان الخليج. وهم إذ يُطالِبون الوزارات والإدارات المعنية بالحزم في مراقبة منافذ لبنان على العالم، دخولًا وخروجًا، يدعون إلى مؤازرةٍ صارمة لذلك من قبل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، ويرجَون تبعًا لذلك استئناف التصدير إلى الدول الخليجية الشقيقة، التي طالما عُرِفت بمحبتها للبنان وغيرتها عليه وعلى أهله.
6ً- يُعبِّر الآباء عن قلقهم إزاء تعاظم مسلسل السرقات في العاصمة والمناطق، على نحوٍ يُنذِر بانفلاتٍ أمني خطير. ويُطالِبون بوضعِ حدٍّ لذلك رحمةً بالمواطنين وذودًا عن أرزاقهم.
7ً –في مطلع شهر أيار المكرّس لإكرام أم الله العذراء مريم، يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم الى تكثيف الصلاة ومضاعفة أعمال التقشف والتوبة ومساعدة المحتاجين، سائلين الله أن يمنح الشفاء للمرضى، ولا سيما للمصابين بوباء كورونا، وأن ينير عقول المسؤولين في وطننا كي يعملوا بإخلاص وتعاضد صادق على معالجة الأزمات التي يعانيها شعبنا، بدءا بتشكيل حكومة قادرة على إيقاف مسيرة الإنهيار ، وإعادة رص الصفوف وتوحيد الكلمة، بشفاعة سيدة لبنان وقديسيه.