“العونيّون” يدرسون “بدائل” الحريري.. وخيار الانتخابات وارد!

6 مايو 2021آخر تحديث :
“العونيّون” يدرسون “بدائل” الحريري.. وخيار الانتخابات وارد!

منذ بدء التداول باحتمال “اعتذار” الرئيس المكلَّف سعد الحريري، ضمن “خيارات” يدرسها الأخير، في مقابل “الجمود” الحكوميّ المستمرّ، لم تتوقّف “الاحتفالات” في ديار “العونيّين”، حتى يُخيَّل للمتابعين والمراقبين أنّ “انتصارًا كبيرًا” تحقّق، أو أنّ الأزمات المتفاقمة، اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، وجدت طريقها للحلّ.

قد يكون “نافرًا” أنّ شيئًا من هذا لم يحصل، وأنّ كلّ ما في الأمر أنّ “العونيّين” الذين يعتمدون منذ اليوم الأول لتكليف الحريري، تكتيك “الإحراج فالإخراج” لدفعه للاعتذار، “يهلّلون” فقط للفكرة، من باب “النكايات السياسيّة” التي يدرك القاصي والداني أنّها ما عادت تقدّم أو تؤخّر، ولا عادت تنفع في “البازار” السياسيّ الراهن.لكنّ المحسوبين على “الوطنيّ الحرّ” لا يخفون “غبطتهم” بالأنباء عن “اعتذار” الحريري، ولو بقيت في إطار التكهّنات والشائعات، لاعتقادهم أنّ الخطوة تعني “استسلام” الرئيس المكلَّف، وإدراكه بأنّه لا يمكن أن يخرج رابحًا من “الكباش” مع رئيس الجمهورية ميشال عون، بدليل “انفتاحه” على خيار كان يجاهر قبل أيام بأنّه “حلم إبليس في الجنّة”.

“البدائل جاهزة”!يرفض “العونيّون” سياسة “التهويل” التي يتبنّاها كثُر للتحذير من “تبعات” خطوة الاعتذار، إن تمّت، باعتبارها أنّها ستُدخِل البلاد في المجهول، وفي متاهات ما بعدها متاهات، وانطلاقًا من فرضيّة أنّ “لا بديل” عن الحريري في هذه الظروف، وأنّ اعتذاره لن يعيد الأمور إلى المربّع الأول، أو ما دونه، فقط، ولكنّه سيعقّد الأزمة بشكل غير مسبوق.
بالنسبة إلى “العونيّين”، لا “مجهول” أكثر من الذي يشهده لبنان هذه الأيام. هم يستغربون “التخويف” من اعتذار رئيس مكلَّف يقولون إنّه لا يفعل شيئًا أصلًا لإنجاز المهمّة، ولا همّ له سوى “تسجيل النقاط” على من يفترض به أن يشاركهم الحكم، بل “يحتجز” ورقة التكليف في جيبه منذ أشهر، مُنتظِرًا “الفرج” من مكانٍ آخر، غير معلوم لأحد.أما الحديث عن “انعدام البدائل”، فيرى فيه “العونيّون” إساءة لكلّ الطاقم السياسيّ في لبنان، المليء بالطاقات والشخصيات المؤهّلة والقادرة على ممارسة الحكم، وهم يؤكّدون أن الحديث بالأسماء بدأ، بل أنّ هناك أكثر من شخصيّة مطروحة على الطاولة، على حدّ ما يقولون، في ما يعتبرها الخصوم محاولة لـ”استنساخ” تجربة حكومة حسّان دياب لن يُكتَب لها النجاح.هل تحصل انتخابات مبكرة؟برأي خصوم “التيار”، فإنّ مقوّمات فشل هذه المحاولة قائمة منها وفيها، وضمن فريق الأكثرية نفسه، خصوصًا أنّ كلّ المؤشّرات والدلائل تؤكد أنّ القوى الوازنة ضمن هذا الفريق ترفض بالمُطلَق “تجاوز” الحريري، ومعه رؤساء الحكومات السابقين، وتكرار تجربة حكومة حسّان دياب، غير الملائمة لظرفٍ استثنائيّ ومفصليّ كالذي تعيشه البلاد اليوم.إزاء ذلك، ثمّة من يعتقد أنّه، وخلافًا لرغبة “العونيّين”، فإنّ البديل الأوفر حظًا عن الحريري قد لا يكون سوى الانتخابات المبكرة، لأنّ تشكيل أيّ حكومة على شاكلة حكومة تصريف الأعمال لن يؤدّي سوى لـ”تضييع” الوقت، قبل أن يتأكّد الجميع أنّ مقومّات النجاح مفقودة، في ظلّ الانقسام العموديّ المدمّر والذي يبدو بلا أفُق. ويرى هؤلاء أنّ “اعتذار” الحريري لن يؤدّي، بالتالي، سوى إلى “تعبيد” الطريق أمام الانتخابات النيابية المبكرة، التي يخشاها “العونيّون” ويرفضونها، هم الذين يضعون العصيّ في “دواليب” الانتخابات الفرعيّة أصلاً، خوفًا من تراجع شعبيّتهم وحيثيّتهم، علمًا أنّ هناك العديد من القوى المسيحية خصوصا، تضغط باتجاه الذهاب إلى سيناريو الانتخابات منذ أشهر، باعتبار أنّ إعادة تشكيل الخريطة السياسيّة تشكّل “مفتاح الحلّ”.قد لا تكون الانتخابات المبكرة السيناريو “المفضّل” لمعظم أركان الطبقة السياسية، التي تبحث أصلاً في ابتكار “تمديد” جديد للبرلمان، بعد “تطيير” كلّ الاستحقاقات، بذريعة “ظروف قاهرة” من هنا أو هناك. إلا أنّ هذه الانتخابات قد تفرض نفسها، إذا ما تكرّس “الانقسام”، وتوّج عبر “اعتذار”، يحتفل به “العونيّون” اليوم، لكنّهم قد يكونون أول من يدفع ثمنه غدًا!

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.