أيها اللبنانيون؛ قبل رفع الدعم… دعونا نلتقط صورة “سيلفي”!

7 مايو 2021آخر تحديث :
أيها اللبنانيون؛ قبل رفع الدعم… دعونا نلتقط صورة “سيلفي”!

كانت سهرة رمضانية طويلة عدتُ بعدها الى منزلي والغصّة عالقة في حلقي كعلقمٍ لست أبصقه ولا أبتلعه! قالت الحجة أم نبيل: تجوّزنا الموظف قلنا بتضلّا مستورة، نهبونا وشحّدونا وجابونا جورة”

على وقع “كركرة” النرجيلة اجتمع الجيران في حيّنا يندبون حظّهم ويشكون ظروفهم ويلعنون “هالبلد وساعتو”! وصلتُ متأخرة الى “الجَمعة” التي سلبنا فرحتها فايروس “كورونا” ورُحت أنصت لساعات الى أحاديثهم المتواصلة ريثما تنتهي أمي،كالعادة، من ارتشاف “آخر شفة قهوة”! “كل شهر رمضان ما شفنا اللحمة بهالبيت”؛ عبارة قالتها سناء مرفقة بضحكة رنانة، فشرّ البلية ما يضحك، لتعلّق بعدها أم فاروق: “حبة الليمون صارت بـ 5000، والكيلو بيعمل 3 حبات ونحنا 6 بالبيت ايه عمرو ما يكون”

تلك بعض الأمثلة التي تروي قصة معاناة اللبنانيين مع وحش الغلاء الذي ينهش بالحدّ الأدنى من العيش، لكنّ هذه الأزمة لم تقف عند هذا الحدّ بل واصلت شنّ هجماتها بسلاح لا يرحم لا “كبير ولا زغير” حتى باتت تطال بهجة العيد للأطفال، فبحسب آمال: “الأكل بيضل يمرُق كيف ما كان، بس مين معو حق قطعة تياب”؟لم يعُد صمتُ الكرامة يُسعف هذه العائلات المتعفّفة لستر عورة الحاجة، حيث أن أصحاب الدخل المحدود باتوا مؤخراً على قوائم المعونات الاجتماعية يتسلّمون “الإعاشة” بعينٍ تخشى النظر الى أعلى من مستوى الأرض لئلا يظهر أمامها شبح الذلّ والهوان. ولعلّ المشكلة الأساسية في لبنان تكمن في أن أي نقاش حاصل حول الأزمة الراهنة لا يتناول الإنسان من حيث الحقوق بل فقط من حيث الواجبات، علماً بأن “جهنّم” قد استعرت حين بدأت الأزمة تُصيب الإنسان في لقمة عيشه وكرامته وأمانه ومستقبله!جميع القوى من تيارات وأحزاب لا تزال حتى اليوم تتلهى بالمناكفات السياسية وبعض الاستعراضات القضائية والاقتراحات الوزارية من منح “نظرية” ومساعدات “هات ايدك ولحقني”، كل ذلك يحصل في بلد غارق ما بين رئيس حكومةٍ لتصريف الأعمال ورئيس مكلّف “لا قادر يشكّل ولا قادر يعتذر”. نعم.. كل ذلك، و”الجبل” ثابتٌ لا يستنفر ابدا ليُلقي نظرة من شبّاك القصر على رصيف الوطن، هناك حيث يجلس عدد لا بأس به من اللبنانيين، يفترشون الارض مأوى ويتّخذون “الشحادة” أهون سبيل!”مكافحة الفساد”؛ عنوانٌ مُلفتٌ لا بأس به، “عال”، لكن هذا الفساد هو نتيجة صفقاتكم ومحاصصاتكم وتضخّم إدارات ما يُسمّى بالدولة بفعل التوظيفات العشوائية لمكاسب انتخابية. فهل يُعقل أن يُحكم على شعب بأكمله بالإعدام جوعاً وعوَزاً عقاباً على ما ارتكبت أياديكم؟”لا زودات للقطاع العام أو الخاص”، ولكنّكم تقومون بطبع الليرات بهدف المضاربات في السوق السوداء، “عظيم”، لطالما “خربانة خربانة”، اطبعوا إذاً مزيدا من الليرات وأعطوها للناس، و”بلا اقتصاد بلا سعر صرف بلا من يحزنون”!في آخر السهرة، والقلوب “نهنهت” من الحسرة والعيون أنهكتها الدموع، قلت ممازحة: دعونا نلتقط معاً صورة “سِيلفي” ما قبل رفع الدعم، فلربّما لن نبقى قادرين على زيارة بعضنا بعد رفعه، إذ لسنا نملك “دراجات او حميرا”!!بالله عليكم هل أنتم حقاً “مسؤولون”؟ “طيب” مسؤولون عن ماذا؟ وما هو دوركم؟ وإن لم يكن لكم دور فأين ضمائركم؟ وإن ماتت الضمائر ولم يبقَ منها وخزة واحدة ولو خفيفة تنعرُ الانسانية فيكم فبأي حقٍ على مقاعدكم تجلسون؟….. إرحلوا! 

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.