هذه “الفزورة” مستمرة حتى إلى بعد الفطر السعيد

9 مايو 2021
هذه “الفزورة” مستمرة حتى إلى بعد الفطر السعيد

يحّل عيد الفطر السعيد بعد ايام من اليوم، وبعد شهر رمضان الكريم، شهر الصيام والقيام، وشهر الدعاء وإعمال الخير والرحمة. ومع إنقضاء هذا الشهر الفضيل تعود الناس إلى العاديات من أمورها الحياتية اليومية، وتنتهي معه المسلسلات الرمضانية، وتجد “الفوازير” حلولًا لطلاسمها بإستثاء “فزورة واحدة” تستمرّ إلى ما بعد العيد، وقد يطويها أيضًا عيد الأضحى، كما سبق أن طواها عيد الميلاد المجيد وكل الأعياد الأخرى لدى الغربيين والشرقيين من الطوائف المسيحية.

إنها “فزورة” التشكيلة الحكومية، التي دخلت مرحلة جديدة من التعطيل بعدما نعى وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان المبادرة الفرنسية في خلال زيارته لبيروت، والتي إتسمت هذه المرّة بأكثر من مؤشر، إذ تقصد عدم إثارة موضوع هذه المبادرة، ولم يتطرق في أحاديثه مع الرئيسين عون وبري إلى الموضوع الحكومي، وفق مصادر سياسية متقاطعة، وركز في خلال إجتماعه مع ممثلي المجتمع المدني على أهمية الإنتخابات النيابية المقبلة.هذه “الفزورة” المستمرة تعقيداتها منذ سبعة أشهر حتى اليوم مرّجحة لمزيد من المراوحة بدليل أن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لم يتطرق في كلمته الاخيرة إلى الموضوع الحكومي لا من قريب ولا من بعيد، وأكتفى بالحديث في الشأن الداخلي عن ترسيم الحدود وأسباب عدم إعطاء الحزب رأيه في هذا الموضوع. وهذا الأمر يؤشّر إلى أن الوضع الحكومي موضوع في الوقت الحاضر في ثلاجة الإنتظار، مع ما يرافق هذه المراوحة من تطورات متسارعة على الساحة الإقليمية، بدءًا بالحديث عن بوادر حلحلة في الوضع اليمني، وحديث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وردود الفعل عليه، والمحادثات السعودية – السورية، ومؤتمر فيننا حول الإتفاق النووي، وبدء تظهير صورة السياسة الأميركية الجديدة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخصّ في منطقة الشرق الأوسط.
في إنتظار ما يمكن أن تسفر عنه كل تلك الحركة في الإقليم يبقى الوضع في لبنان رهن التسويات الإقليمية المتداخل معها التفاعل الأميركي – الروسي في مرحلة شبيهة بمرحلة الحرب الباردة بين الجبارين، ودخول الصين كقوة فارضة نفسها على الجميع.
فالوضع اللبناني، على رغم حساسيته بالنسبة إلى طبيعة الصراع الإسرائيلي – الإيراني، متروك أمره إلى ما بعد نضوج ما يمكن أن يلوح في الأفق من بوادر حلحلة، خصوصًا أن ثمة أولويات لدى أصحاب الشأن تفوق بأهميتها بالنسبة إلى أطراف الصراع أهمية البحث في الشأن اللبناني.
وترجع مصادر دبلوماسية أسباب إهمال العالم الوضع اللبناني إلى طريقة تعامل المسؤولين اللبنانيين أنفسهم مع أزماتهم، وهذا ما لمسه الفرنسيون بانفسهم بعدما خذلهم أولئك المسؤولون بقّلة درايتهم وعدم إهتمامهم بما ستؤول إليه الأوضاع اللبنانية، وهي آيلة إلى المزيد من التأزم على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي، مع ما ستفرضه فرنسا من عقوبات بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي، وهذا ما تحدّث عنه الوزير لودريان وهو يغادر لبنان.