هل يدفع الحريري وباسيل ثمن خصومتهما؟

10 مايو 2021
هل يدفع الحريري وباسيل ثمن خصومتهما؟

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: بعكس التوقعات ضاعفت زيارة لودريان عراقيل تشكيل الحكومة وصعّبت مهمة الرئيس المكلف، بعد أن كانت فرنسا أمله الوحيد بالمساعدة قبل ان تتحول الى طرف يمارس ضغوطه ليسد نوافذ الأمل امامه، ويتركه أسير المواجهة مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. فاذا كان استثناء لودريان باسيل من لقاءاته لاعتبارات فرنسية اميركية لم يعزز موقعه، فإن لقاءه بالشكل الذي حصل أضعف موقف الحريري.
يضاف فشل لودريان في الجمع بين باسيل والحريري الى فشل “حزب الله” وبكركي وروسيا وكل من حاول جهده لتنظيم تفاهمهما. بات الكل يسلّم ان أصل الازمة وأساسها مرتبطان بالعداوة السياسية المستحكمة بين الغريمين.
طوى الحريري اعتذاراً كان قد طرحه في لحظة تعقيد وعاد متمسكاً بتكليف بات مستعصياً على اية شخصية سنية بديلة. باعتذاره ان فعل نكون امام ثالث رئيس حكومة سني ينسحب من مهامه، بعد الرئيس المكلف مصطفى أديب، رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب والرئيس المكلف سعد الحريري. عبء ثقيل يصعب على اي شخصية سنية ان تتحمله في ظل الفيتو المحضّر سلفاً ليسقط على اي ترشيح لا يخرج من عباءة الحريري ودار الفتوى. وهل من شخصية سنية ستتجرأ ان ترشحت على التفاهم مع باسيل أو الاجتماع به؟
داخل “تيار المستقبل” أصوات تلوم “حزب الله” لعدم ممارسة ضغطه على باسيل. لكن “حزب الله” وفي كل مرة ينصح فيها باسيل بالمرونة يسأله هل سمّيت وزراءك في الحكومة، يجيب نعم، فيقول اذا لماذا لا يعطى المسيحيون مثلما يعطى الآخرون؟ يعتبر “حزب الله” ان هناك حدوداً للضغط ويعترف بأنه ليس قادراً ان يضغط لا على الحريري ولا على باسيل و”لا هذا هو اسلوبنا ولا نعتمده”، مسلماً بأن المسافة صارت متباعدة بينهما. فهل يكون الحل رعاية دولية تجمعهما او تدفّعهما سوية ثمن الازمة خصوصاً وقد صار خصامهما عبئاً؟