لا شك ان بعض الظروف الاقليمية والتطورات بين الدول كادت تشكل عوامل ضغط جدية تؤدي الى اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة، لكن لقاء وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان به، وان كان بالشكل الذي حصل، دفع الحريري الى اعادة التفكير بقراره.
لكن يبدو ان عاملاً اخر لعب دورا جديا في منع حصول اعتذار الحريري، وهو دعم “حزب الله” المستمر له، اذ ان متابعة الاجواء الاقليمية في لحظة اللقاءات الايرانية السعودية والسعودية السورية أوحت ان هناك قرار ا كبيرا بإبعاد الحريري عن المشهد، لكن في الساحة اللبنانية بقيت الامور مضبوطة، اذ وقف الحزب الى جانب الحريري رافضاً فكرة الاعتذار.ووفق مصادر مطلعة فان الحزب لا يزال حتى اللحظة يرفض اعتذار الحريري ويرغب ببقائه رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة، لان الحريري لا يزال ضامنا اساسيا للاستقرار في لبنان وتحديدا الاستقرار السني – الشيعي الذي يراه الحزب خطا احمر.
وترى المصادر ان الحزب ليس في وارد فتح اي مجال لاشكالات ميدانية في الشارع بسبب توتر الاجواء السياسية.وتشير المصادر الى ان الحزب يجد ان اعتذار الحريري سيفتح الباب امام اشتباك سياسي بين حلفائه، اذ ليس سهلا ان يتم الاتفاق بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري على اسم لرئاسة الحكومة يكون بديلا للحريري.وتلفت المصادر ايضا الى ان الرضوخ للرغبة السعودية في الوقت الحاضر ليس خيارا في “الضاحية الجنوبية”، فاذا كانت هناك تسوية تقول بإزاحة الحريري يجب ان تكون ضمن سلة كاملة، ويجب ان تترافق مع سلة ضمانات، لان الحزب لا يريد ابدا الدخول بتوتير مع بيئة الحريري الشعبية.كل ما سبق يوصل لنتيجة واحدة هي ان الحزب ليس اليوم في وارد المشاركة في الضغوط على الحريري لدفعه الى الاعتذار، الا اذا اراد الحريري ذلك ، كما قرر الاستقالة من دون موافقة الحزب بعد اندلاع انتفاضة تشرين.