كتب عديد نصار في صحيفة “العرب”: كان الأَولى بمجموعات انتفاضة 17 تشرين المتعدّدة والمتنوعة أن تلتقي بوزير خارجية فرنسا في قصر الصنوبر مُجتمعة على شكل تظاهرة سياسية توجّه نَقدا صريحا وموضوعيا، من وجهة نظر الشعب اللبناني للمبادرة الفرنسية التي انتهت فُصولاً، كونها حملت منذ البداية بذورَ فشلها لأنها، ولأسباب فرنسية وغير فرنسية، استهدفت بالأساس إعادة تأهيل وإنتاج نظام سيطرة ائتلاف المافيات الحاكم الذي أوصل البلاد إلى ما هي فيه من انهيار ودمار وخراب على جميع الأصعدة.
وتابع: لبنان واللبنانيون يعيشون في بَرزخٍ بين انهيار نظامٍ وامتناع تشكّل البديل، وهنا تزدهر أعمال الجماعات التي تكره الحياة وتمجّد القتل وتمارس كل أشكال الجريمة، وتعتبر كل ذلك باباً من أبواب الجهاد، فحتّامَ هذا الامتناعُ يا مجموعات الثورة، وإلامَ هذه التجريبيةُ القاتلة؟ وهل عليَّ أن أذكّر المجموعاتِ والأحزابَ اليسارية اللبنانية أنّه في عزِّ احتدام المعارك في فيتنام بين قوات الاحتلال الأميركي والثوار كان الوفد الفيتناميّ يجري مفاوضات باريس مع الأميركيين؟ طبعا مع الفارق الكبير بين الأمرين.
وأضاف: إنّ فشلَ هذه المجموعات بالتلاقي على برنامج حدٍّ أدنى يواجهون به ليس فقط قوى النظام، بل النظام العالمي كلّه والذي يطلُّ علينا عبر الفرنسيين، لا يقلُّ في تحمّله مسؤولية استمرار البلاد في مسيرة الانهيار عن فشل المنظومة ونظامها المتهالك.
لقد قال الشعب اللبناني كلمته في 17 تشرين، ولكنّه لا يمكنه أن يواصل بنفس الزّخم في الساحات والشوارع على مدى الأيام والشهور خاصة في ظلّ ما مُورسَ في وجهه من قمع مادي ومعنوي وما وصل إليه من إفقار وانعدام المقدرة على التحرك بسبب تفشي وباء كورونا إضافة إلى المراوحة التي طبعت حركة مجموعات الانتفاضة وعدم توصلها إلى بناء جبهات وتحالفات واضحة ببرامج سياسية واعدة يمكن للناس أن ترى فيها بصيص أمل فتنهض لدعمها وحمل أهدافها وصوغ شعاراتها.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا