من لبنان الكبير إلى حضور ضاعت معالمه

11 مايو 2021
من لبنان الكبير إلى حضور ضاعت معالمه

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: ثمة وجهتا نظر تجاه الحضور الفرنسي في لبنان، واحدة تقول ان فرنسا لا تزال على حضورها ولا يمكن التغاضي عن دورها وهي المنفتحة على كل الاطياف السياسية ما يؤهلها لدور على طاولة اي حل اقليمي دولي متعلق بلبنان، لكن وجهة النظر الثانية تقول إن كل المتغيرات تحصل وهم خارج اللعبة. روسيا تتقدم وتدفع باتجاه الحل بينما فرنسا ليست على الطاولة الاقليمية. وقد بدأت شبكة المصالح الفرنسية تتدهور بعد الفشل في تشكيل حكومة كان للفرنسيين نصيبهم منها ولهم فيها ممثلون وعينهم على الكهرباء والمرفأ وعقود النفط والتنقيب. كلها احلام تساقطت بفعل فشل الرهان على حكومة جديدة. ولذا لم يتوان لودريان عن التلويح بعقوبات انطلاقاً من كون فرنسا الدولة الاوروبية الداعمة للبنان في المحافل الدولية قد تجد نفسها مضطرة لترك لبنان لقدره مع اول استحقاق دولي يواجهه. لم يعد الامر خافياً ان لبنان متجه الى واقع مغاير في علاقته مع الفرنسيين. كما لم تعد علاقة فرنسا كسابق عهدها مع رئيس الجمهورية اللبناني وقد حضر كبير ديبلوماسييها مهدداً في عمق القصر الرئاسي اللبناني ما يشكل سابقة في التعاطي الديبلوماسي.

حتى الأمس القريب كانت المبادرة الفرنسية اساساً في الطروحات العلاجية للأزمة، لكن زيارة لودريان حجّمت دور فرنسا وطوت صفحة مبادرتها باعتراف القوى المعنية بتشكيل الحكومة. الفكرة الاساسية هنا ان فرنسا نفضت يدها من الطبقة السياسية بمن فيهم الرئيس المكلف سعد الحريري وقفزت فوق المشهد المربك الى دعم انتخابات نيابية هي في علم الغيب. ولا يمكن ان تجرى انتخابات على خراب اذا لم يتضح المشهد الاقليمي والدولي المحيط بلبنان. ضاعت فرنسا في لبنان او ان اللبنانيين ضيعوا على انفسهم وجود حاضنة دولية الى جانبهم لكن النتيجة واحدة وهي ان لبنان يعيش ايامه الحرجة قبل الانهيار الكبير.

المصدر:
نداء الوطن