كتب عماد مرمل في “الجمهورية”: حتى هذه اللحظة لا يجد الحزب ضرورة ليؤازر عسكريّاً الفصائل الفلسطينية في معركتها مع الاحتلال الاسرائيلي ما دامت صامدة ومتماسكة وتجيد إدارة المواجهة الميدانية وتردّ الصاع صاعين على رغم الثمن الذي يُدفع، وبالتالي هي قادرة وحدها حتى الآن على تحمل الأعباء القتالية ولا تحتاج إلى دعم مباشر وفوري من الحلفاء.
الحزب يعتبر ان فرضية تدخله العسكري الى جانب الفصائل الفلسطينية تصبح واردة فقط إذا اختلت موازين القوى بقدر كبير لمصلحة العدو الاسرائيلي وبات تنظيما «الجهاد» و»حماس» في موقع ضعيف ومهدد، الأمر الذي يبدو مستبعداً وفق تقديرات الحزب، خصوصاً ان المقاومة الفلسطينية لا تزال تخفي في جعبتها أوراقاً قوية لم تستخدمها بعد في المواجهة.
وأساساً، يسود شعور عند الحزب وحلفائه في الإقليم بأنهم شركاء حقيقيين في المعركة التي تدور حالياً، ولو انهم لم ينخرطوا فيها رسمياً عبر فتح الجبهات، إذ انّ جزءاً من الصواريخ النوعية التي يستخدمها الفلسطينيون في مهاجمة العمق الحيوي الاسرائيلي يحمل لناحية التصنيع والنقل بصمات إيران والحزب اللذين يشكلان رافداً حيوياً لغزة سواء على مستوى إيصال السلاح او تصدير الخبرات، وهناك غرفة عمليات مشتركة تتولى التنسيق في الأمور العملانية كلما استدعت الضرورة ذلك.
ولأنّ «حزب الله» يحتسب لكل الاحتمالات المستقبلية، فهو يعكف من خلال مواكبته الدقيقة والحثيثة لمجريات المعركة الحالية على التدقيق في سلوك جيش الاحتلال وردود أفعاله ووضع جبهته الداخلية ومكامن ضعفه لاستخراج الدروس والاستفادة منها اذا حاول الاسرائيلي ان يخوض مغامرة جديدة في لبنان.