في الاسابيع الاخيرة اشارت كل الاجواء السياسية والزيارات والمبادرات الداخلية والخارجية الى ان الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل استطاعا “الانتصار” على الرئيس سعد الحريري، او اقله التقدم عليه بالنقاط.
استطاع باسيل، معتمدا على اخطاء الحريري في موسكو ، نقل الجو الغربي لصالحه، اذ ان عدم تجاوب الحريري مع المبادرة الفرنسية باللقاء بينه وبين باسيل في فرنسا ازعج الفرنسيين، وكذلك عدم تجاوب الحريري مع مسعى الروس ازعجهم ايضا .سوّق باسيل نفسه جيدا في موسكو بوصفه الممثل الاول للمسيحيين الامر الذي عزز اوراقه، في حين ان باريس باتت تدعو الحريري علنا لعدم شخصنة التأليف وبالتالي الى لقاء باسيل والتشاور معه.
كل ذلك اوحى بأن الحريري تلقى ضربات سياسية جدية، وانه خسر دعما روسيا وفرنسيا في وقت واحد، وباتت قدرته على المناورة الداخلية محدودة في ظل انعدام الافق امام الحل الحكومي.لكن انكفاء الفرنسيين بشكل كبير عن الساحة اللبنانية والذي اوحى به وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، لم يرح العهد والتيار الوطني الحر، اذ ان التوازن الذي يريده التيار يقضي بألا تتخلى باريس عن لبنان.واشارت مصادر مطلعة الى انه” بنظر عهد الرئيس عون فإن باريس هي المدخل الاساسي للانقاذ في لبنان او لوقف الانهيار ، وبالتالي فإن انسحابها من لعب دور في لبنان قد لا يؤثر على الحل الحكومي في ظل وجود دول اخرى مهتمة بالملف ، بل سيؤثر على حل الوضع المالي والاقتصادي”.واعتبرت المصادر” ان عون ليس في وارد ترك الامور تذهب الى الانهيار الكامل في عهده وعليه فإنه سيسعى في الايام المقبلة الى تحريك الاجواء الحكومية، ان كان عبر التواصل مع الحريري او عبر القيام بمبادرة تسهل التأليف”.ورأت المصادر” ان لعبة عض الاصابع التي حكمت المشهد في الاشهر الماضية قد تكون وصلت الى خواتيمها في ظل الضغوط الاقتصادية الكبرى التي سيقبل عليها لبنان في المقبل من الايام”.