تتجه الانظار اليوم الى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث تكاثرت الدعوات الى التظاهر هناك من احزاب وقوى عديدة، اذ من المتوقع ان يكون هناك اكثر من نقطة تجمع، يأتي ذلك بعد يوم من التحركات التي ادت الى استشهاد شاب وجرح اخرين بسبب اطلاق الجيش الاسرائيلي النار عليهم.
لكن السؤال الاساسي هو هل ما يحصل عند الحدود مدروس ومنظم ام انه عفوي؟ وما علاقة “حزب الله” به؟
لا يمكن التفكير بأحداث ميدانية عند الحدود اللبنانية الجنوبية من دون ان يكون “حزب الله” على اطلاع عليها او ينظمها، خصوصا ان الميدان هناك شديد الحساسية للناحية العسكرية ولناحية التوازنات وقواعد الاشتباك، لذلك فإن اي حدث في تلك المنطقة لا يخرج من دائرة الاحاطة شبه الكاملة للحزب.
وبحسب مصادر مطلعة فإن التحركات الشعبية، كما الصواريخ التي اطلقت من منطقة صور، وكذلك ما يحصل عند الحدود السورية، كل ذلك يأتي في سياق واحد وضمن محاولات ايصال رسائل بالنار.
وتشير المصادر الى ان الموجة الاولى من التظاهرات التي حصلت عند الحدود الجنوبية توحي بأنها منظمة، خصوصا ان عددا كبيرا من المشاركين فيها هم من الحزبيين، اي ان الحزب كان وراء ما يحصل لسبب ما، لكن هذا لا ينفي العفوية اذ تجاوب عدد كبير من المواطنين مع الدعوات وشاركوا في التجمعات.
وتعتبر المصادر ان الحزب اراد القول بأنه جاهز للتحرك بأي شكل وفي اي لحظة اذا تطورت الاحداث في غزة، وهي رسائل تفهمها تل ابيب جيدا، من هنا جاء رد فعلها المبالغ فيه اذ اطلق الاسرائيليون النار بشكل كثيف طوال يوم امس على تجمعات المواطنين.
وتؤكد المصادر ان الحراك الشعبي او العسكري او الامني قد يستمر طوال مرحلة الحرب مع غزة عند الحدود الجنوبية للبنان، اضافة الى سوريا، وهذا الامر يبدو واضحاً، لذلك فإن تدحرج الاحداث وارد في حال حصول اي خطأ في الحسابات من اي طرف من الاطراف.
وترى المصادر ان الحزب الصامت الاكبر اراد ارسال اشارات واضحة عبر الحدود امس، كما انه لم يتردد في نعي الشهيد محمد طحان في بيان رسمي، وهذا ما يفتح الاحتمالات امام امكانية الرد في اي لحظة..