أفادت دراسة أعدتها “الدولية للمعلومات” ونشرت في شباط الماضي، ان “الأزمة الاقتصادية وتفشي كورونا تركا انعكاساتهما على الأوضاع في لبنان. ومن تداعياتها الاجتماعية تراجع معدلات الزواج والطلاق والولادات في العام 2020 مقارنة بالعام 2019 ومقارنة بمتوسط الأعوام الخمسة الأخيرة (2015-2019). واستنادا إلى الأرقام الصادرة عن المديرية العامة للأحوال الشخصية، “تراجعت معدلات الزواج على التوالي، بنسبة 13,5 في المئة و17,9 في المئة.
واليوم، مع تراجع أعداد الإصابات بكورونا وتخفيف القيود في البلد، تستعد الفتيات والشبان للزواج بطريقة عصرية، بعيداً عن العادات والتقاليد اللبنانية.
في هذا الإطار، يؤكد علماء النفس والاجتماع أن نسب الزواج تقفز بشكل ملحوظة عندما تقع البلاد في أزمة اقتصادية تؤثر على أوضاع المعيشة. الزواج بزمن كورونا.. لا حفلات وبذخ وحضور محدود وكمامات صحيح أن أزمة فيروس كورونا لها الكثير من الآثار السلبية على حياتنا، لكن على ما يبدو فإنها قد تسببت في تغيير ربما يكون إيجابيا ،إذ يعيد البعض اليوم حساباتهم بشأن الزواج. لطالما عُرف لبنان بحفلات الزفاف الباذخة التي كانت تُقام، فكان اللبنانيون يلجأون إلى الاستدانة من المصارف بهدف إقامة حفل الأحلام.. لكن المُعادلة تغيّرت. فكيف يمكن لشخصين تأمين تكاليف الزواج في بلد لا يتجاوز الحد الأدنى للأجور فيه 675 ألف ليرة، ما يساوي 52 دولاراً فيما يلامس سعر صرف الدولار 13000 ليرة لبنانية؟
لكن لا شيء يستعصي على اللبناني! فقد استغل بعض الشبان والشابات فترة الإغلاق في ظل الارتفاع الملحوظ للمصابين بـ”كورونا” لتوفير الكثير من النفقات، واكتفى قسم كبير منهم بعقد الزواج من دون الاحتفال أو إقامة حفلة بسيطة في المنزل مع العائلة.
أما الراغبون من العرسان باقامة الحفلات اليوم فيكون ذلك ضمن شروط، أهّمها احترام قواعد التباعد الاجتماعي بين المدعوين، وضرورة أن يلبس الحاضرون الكمامات وأن يستخدموا المُعقمات. بالأرقام.. كم يُكّلف الزفاف؟ أصبح الحديث عن إقامة عرس ترفاً، كتنظيم حفل زفاف وقضاء شهر عسل وحفلات توديع العزوبية التي كانت تكلف بالحد الأدنى 25 ألف دولار. الأمور تغيّرت في لبنان، والتجار بمجملهم يتقاضون أتعابهم بالدولار. من الممكن أن تجدوا “تاجر آدمي”يقبل أن تسددوا بالليرة اللبنانية، لكن الأمر أصبح نادراً. “لبنان 24” قام بجولة استطلاعية على الأسواق.. واذا كنتم ترغبون بإقامة حفل زفاف بسيط (بين ٢٠-٧٠ شخصا) فهذه تكلفته بالليرة اللبنانية: قبل كلّ شيء، عليكم القيام بفحوصات ما قبل الزواج التي تكلفّ 560 ألف، زائد ورقة تحصلون عليها من نقابة الأطباء لهذه الفحوصات وسعرها 100 ألف ليرة. ورد 10 مليون مصوّر 3 مليون ونصف سيارة للعروس 800 ألف عشاء 16 مليون منسق الموسيقى مليون ليرة الترفيه (الزفة مثلا) مليون ونصف وبعملية حسابية صغيرة تحتاجون الى ما يقارب 33 مليون و500 ألف ليرة. هذا ولم نحسب بعد المجوهرات، إيجار المنزل (لمن لا يملكون منزلاً)، والأثاث والأدوات الكهربائية، وعدّة المطبخ… موسم الأعراس لصيف 2021 في لبنان ايجابي!
وكان وفد من قطاع الأعراس، زار وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال رمزي مشرفية الخميس الماضي، في حضور رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، للبحث في واقع القطاع في ظل جائحة كورونا وأهمية انطلاق موسم الأعراس لصيف 2021.ونوه الأسمر في بيان بـ “العمل الدؤوب والجدي لإعادة تفعيل قطاع الأعراس، لأهميته من ضمن القطاعات السياحية كافة لكونه ينعكس إيجابا على أكثر من قطاع ويعود بالفائدة على الاقتصاد ككل”.وعرض الوفد بالأرقام والوقائع “العدد الكبير المتوقع لحفلات الزفاف، وما يعكس هذا الرقم من إيجابية على الوضع الاقتصادي والسياحي وخصوصا أن للمغترب والسائح الأجنبي دورا كبيرا في إنعاش القطاع”.وناقش الحاضرون خطة العمل الواضحة التي على أساسها سيتم فتح هذا القطاع وفق معايير محددة تمكنهم من مزاولة عملهم بشكل سليم في ظل جائحة كورونا. وأكدوا استعدادهم لتطبيق المعايير بحزم مع إمكانية معاقبة المخالفين بإنتظار الاجتماع النهائي مع لجنة كورونا لتأكيد تاريخ إنطلاق الموسم والاتفاق على المعايير النهائية.