كتب محمد شقير في “الشرق الاوسط”: يقول مصدر سياسي بارز ان حزب الله يكتفي حالياً بتشغيل محركاته لدعم التحركات الاحتجاجية وتزخيمها تحت سقف حصرها بتوجيه رسائل التضامن إلى الداخل في فلسطين المحتلة من دون أن تتطور حتى إشعار آخر باتجاه إشعال الجبهة في الجنوب لما لديه من حسابات تتجاوز الساحة اللبنانية إلى الإقليم مع استمرار المفاوضات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وبين إيران برعاية أوروبية والتي لن تتوقف في فيينا، برغم أن الاستعدادات جارية في طهران لخوض الانتخابات الرئاسية.
ويؤكد المصدر السياسي أن «حزب الله» يكاد يكون المشغّل الأول للتحرّكات الشعبية من فلسطينية ولبنانية الوافدة إلى المنطقة الحدودية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهته للاحتلال الإسرائيلي والتي تبقى تحت السيطرة بقرار من الحزب بالتنسيق مع الجيش اللبناني والقوات الدولية «يونيفيل» المنتشرة في جنوب الليطاني.
ويلفت إلى الدور الاستيعابي للجيش اللبناني الذي سمح بالتوافد إلى ساحة الاحتجاج أمام بوابة فاطمة في بلدة كفركلا الحدودية من دون أن يترتب على ردود الفعل ما يهدد الاستقرار في منطقة العمليات المشتركة للجيش اللبناني و«يونيفيل» لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، ويؤكد أن الجيش بالتناغم مع «حزب الله» تمكّن من السيطرة على الوضع ونجح في تنفيس فورة الغضب التي عبّرت عنها التجمّعات الزاحفة إلى هذه المنطقة.
ويضيف المصدر السياسي أن «حزب الله» اعتاد في السابق على تمرير رسائل عسكرية إلى إسرائيل في ظروف أقل سخونة من الظروف الأمنية والعسكرية التي تسيطر على المواجهات في فلسطين المحتلة، وهذا ما لم يفعله اليوم مع احتدام المواجهات وتصاعدها بشكل غير مسبوق، إذا ما استثنينا صواريخ الغراد التي أُطلقت من خراج بلدة القليلة في قضاء صور والتي لم يكن لها من مفاعيل تدميرية وكانت بمثابة التعبير عن «فشة خلق» أراد من أطلقها تثبيت مشاركته الرمزية في المواجهات.
المصدر:
الشرق الأوسط