التقنين سيصل لـ 12 ساعة والمولدات الخاصة لن تغطي الفرق.. شبح العتمة سيبسط سواده فوق لبنان

17 مايو 2021
التقنين سيصل لـ 12 ساعة والمولدات الخاصة لن تغطي الفرق.. شبح العتمة سيبسط سواده فوق لبنان

كتب خالد أبو شقرا في “نداء الوطن”: العتمة الشاملة التي جرى تلافيها بحلول “ترقيعية” منذ منتصف العام الماضي، عادت لتغرق البلد في الظلام من جديد. التهديد هذه المرة هو الأكثر جدية وخطورة، إذ لم يحصل أن وصلت الكهرباء إلى مثل هذا المستوى من الإهتراء سابقاً.
 
على عكس ما يجري تسويقه من أن إطفاء مولدات باخرتي الطاقة هو سبب الأزمة المستجدة، فان الأرقام تدحض هذه الدعاية. فكلفة التعاقد مع Karpowership بالعملة الصعبة تفوق بأضعاف ما تضيفه من ساعات تغذية على الشبكة الكهربائية. وما الإصرار على “إلزاق” تهمة التقنين بعرقلة عملها وعدم دفع مستحقاتها، إلا للتضليل والتغطية على فشل سياسات الطاقة، ومحاولة أخيرة للإبقاء عليها راسية قبالة سواحلنا، مع كل ما يحمله وجودها من منافع وسمسرات لبعض المستفيدين.
 
التستّر بـ “البواخر”
باستثناء بيروت الإدارية التي تحظى بـ 12 ساعة تغذية من مؤسسة كهرباء لبنان، فإن معدل التقنين تجاوز 18 ساعة في معظم المناطق اللبنانية. والسبب الأساسي هو “نقص الفيول، وتراجع قدرة المعامل على إنتاج الطاقة، وليس توقف البواخر عن العمل”، يقول مدير عام الإستثمار والصيانة السابق في وزارة الطاقة غسان بيضون. فـ”الوضع ليس مرعباً بالطريقة التي يحاولون إقناعنا بها من باب التهويل والضغط والإبتزاز لتحقيق أمرين أساسيين: الأول، الحصول على مزيد من الدعم السهل الذي يذهب هدراً. والثاني، حماية مصلحة أصحاب البواخر الذين أقيمت عليهم دعوى تتعلق بشبهات فساد ورشاوى، مما أدى إلى حجز البواخر”.
 
وفي الوقت الذي تصل فيه كلفة استئجار كل من “فاطمة غول” و”أورهان به” إلى 170 مليون دولار سنوياً، وبكلفة تجاوزت المليار دولار خلال السنوات الثماني الماضية، فإن هاتين الباخرتين لا تُنتجان أكثر من 370 ميغاواطاً. في المقابل فان قدرة المعامل الحرارية على الإنتاج، في وضعها الحالي، باستثناء الكهرومائية، تصل إلى نحو 1600 ميغاواط، موزعة على الشكل التالي: دير عمار والزهراني ينتجان ما بين 800 و 900 ميغاواط. الذوق والجية الجديدان ينتجان 270 ميغاواطاً. الذوق والجية القديمان ينتجان 300 ميغاواط. صور وبعلبك ينتجان 120 ميغاواط. أما المعامل الكهرومائية فتنتج نحو 270 ميغاواطاً. وعليه فان مجموع الإنتاج يتراوح بين 1900 و2000 ميغاواط، وقد يصل إلى 3000 ميغاواط مع مساندة المولدات الخاصة.
 
تأجيل الإنفجار
ما سيجري في المستقبل القريب هو تأجيل جديد لـ”الإنفجار” من خلال استمرار الدعم، ولكن مع كل يوم تأجيل تكبر المشكلة أكثر”، من وجهة نظر عياط. “وذلك سواء كان الدعم مخصصاً للكهرباء أو لمازوت المولدات. فالوقوع في العتمة سيحصل آجلاً، إن لم يكن عاجلاً، مع فارق وحيد وهو: نفاد الاحتياطي كلياً من مصرف لبنان. من هنا فانه كلما انتقلنا إلى الإصلاحات أبكر، كلما وفرنا فاتورة التأجيل الباهظة التي سندفعها في المستقبل”.
 
المولدات الخاصة لن تغطي الفرق
في المقابل لا يزال أصحاب المولدات الخاصة على موقفهم من عدم تغطية فرق التقنين بزيادة ساعات التغذية. فعلى الرغم من رفع سعر الكيلوواط ساعة إلى 1000 ليرة، فان “كلفة التشغيل تبقى أعلى بكثير مما نُجبيه من فواتير”، يقول أحد أصحاب المولدات الخاصة.
 
إذاً، الحد الأقصى الممكن تأمينه من المولدات يتراوح بين 12 و16 ساعة يومياً في حال ظلت مادة المازوت متوفرة وبسعر مقبول. ومع كل زيادة في التقنين نتيجة توقف المعامل الواحد تلو الآخر، سيرتفع معدل انقطاع الكهرباء بشكل كلي من 4 ساعات في اليوم الواحد إلى 12 ساعة. الأمر الذي يهدد بتوقف الكثير من المصالح ويؤدي إلى توقف الدروس والأعمال عن بعد.