من المفترض أن تعود عجلة البحث عن مخارج للأزمة الحكومية إلى الدوران بدءاً من اليوم بعدما كان السياسيون في “استراحة محارب” خلال عطلة عيد الفطر المبارك، التي سجّلت سفر الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى دولة الإمارات العربية المتّحدة للاحتفال بالعيد مع عائلته.
عون اتّخذ قراره استباقاً للعقوبات
تشير الأجواء المحيطة بفريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى أنّ هناك قراراً اتُّخذ في بعبدا بأنّه “ممنوع دفن المبادرة الفرنسية”، وبضرورة إشاعة أجواء مغايرة تماماً لتلك التي رافقت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إلى بيروت، وذلك – على ما يقول مراقبون – استباقاً لأيّ عقوبات أوروبية محتملة قد تطال رئيس “التيار الوطني الحر”، النائب جبران باسيل، بصفته “معرقلاً” لعملية الوصول إلى الحلّ الحكومي، او مقربين منه.
وفي هذا الإطار، سجّل حراكٌ على خطّ بيروت – باريس انطلاقاً من إصرار رئيس الجمهورية على إنجاح المبادرة الفرنسية وتظهير نتائج إيجابية حقّقتها زيارة الوزير الفرنسي، حيث بعث عون برسالة خطية إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سلّمها إلى السفيرة الفرنسية في لبنان، آن غريو، “تتناول العلاقات اللبنانية – الفرنسية والتطورات الأخيرة”، كما ذكرت المعلومات أنّها تضمّنت “تأكيداً على تمسّك بعبدا بالمبادرة الفرنسية وبنودها”.
كما أنّ بعبدا عملت على إشاعة أجواء لمبادرة جديدة يقوم بها عون لتحريك المياه الراكدة وفتح كوّة في جدار الأزمة من دون الكشف عمّا إذا كانت تتضمّن أفكاراً جديدة أم تدويراً لزوايا الأفكار المتداولة.
أبي رميا إلى باريس
وفي السياق عينه، أعلن النائب سيمون أبي رميا أنّه غادر إلى العاصمة الفرنسية باريس، بصفته رئيساً للجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية – الفرنسية في مجلس النواب.
وأشار إلى أنّه “ستكون له اجتماعات مع المسؤولين الدبلوماسيين واعضاء في مجلسَيْ النواب والشيوخ للإطّلاع على الأجواء الفرنسية بما يختص بالملف اللبناني ونتائج زيارة لودريان”، كما سيعقد ابي رميا “لقاءات مع مؤسسات حكومية وغير حكومية معنية بمتابعة ملفات تعنى بمكافحة الفساد”. وفي هذا الصدد، ذكرت معلومات لـ”لبنان 24″ أنّ زيارة أبي رميا أتت بتكليف من رئيس الجمهورية، وهو سينقل موقف بعبدا إلى الفرنسيين، فهو إضافة إلى كونه رئيساً للجنة الصداقة اللبنانية – الفرنسية النيابية، أحد أعضاء تكتّل “لبنان القوي” الذي يرأسه باسيل، وله علاقاته الواسعة مع المجتمعيْن السياسي والمدني في فرنسا، وهو سينقل وجهة النظر الرئاسية الهادفة إلى السعي للوصول إلى حلّ للأزمة لما فيه مصلحة لبنان وليس مصلحة طرف على حساب آخر. بين بعبدا وعين التينة وعلى الصعيد المحلّي، يبدو أنّ حراكاً حكومياً متقاطعاً بين بعبدا وعين التينة سيحصل ولا سيما أنّ تسريبات إعلامية تحدّثت عن أنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي سيعيد تشغيل محرّكاته الحكومية وهو – أي برّي – الوحيد القادر أن “يمون” على الرئيس المكلّف في محاولة لإيجاد نقطة تلاقٍ بينه وبين رئيس الجمهورية، ومن المحتمل أن يكون اتصال “التهنئة بالعيد” الذي أجراه عون ببرّي يوم أمس، يندرج في سياق هذا الحراك. تعدّدت المحاولات والنتيجة واحدة: “لا حكومة”، هذه هي خلاصة كلّ المحاولات والمبادرات السابقة التي عمل عليها أكثر من طرف لمحاولة الوصول إلى الحلّ لكن من دون نتيجة، فهل تكون هذه المحاولة الأخيرة التي سيخرج منها “الدخان الأبيض” مبشّراً بولادة الحكومة العتيدة؟