أعلن رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، أنّ الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة ستجري في موعدها في العام 2022، مشدّداً على أنّ “تشكيل حكومة جديدة له الأولوية حالياً”.وفي خلال استقباله نائبة وزير الخارجية والتعاون الدولي في الجمهورية الايطالية، مارينا سيريني، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، أكّد عون أنّ “تشكيل حكومة جديدة له الاولوية حالياً في عملنا السياسي على رغم العقبات التي تواجه هذه المسألة من داخل وخارج”، مشدّداً على “أنّنا لن نوفر اي جهد للوصول الى هذا الهدف وتشكيل حكومة تكون من اولى مهامها تحقيق الاصلاحات المطلوبة واستكمال مكافحة الفساد الذي يعاني منه لبنان، اضافة الى التدقيق المالي الجنائي الذي يشكل المدخل الحقيقي لهذه الاصلاحات”.
وشدّد عون أمام المسؤولة الايطالية على “ضرورة دعم الدول الصديقة للبنان، وفي مقدمها ايطاليا، في سعيه لاستعادة الاموال التي هُرّبت الى الخارج ولاسيما الى مصارف اوروبية”، لافتاً الى ان “مكافحة الفساد تعيد الانتظام الى البنية الاقتصادية للدولة بإداراتها ومؤسساتها كافة”.وأكد الرئيس عون لسيريني ان “الممارسة الديمقرطية في لبنان مصانة على رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وستترجم في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة التي ستجري في موعدها في العام 2022”.
وشكر عون المسؤولة الايطالية على الدعم الذي قدمته بلادها للبنان في المجالات كافة لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت وتنفيذ المشاريع الانمائية، اضافة الى المشاركة الايطالية في القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) التي تتولى ايطاليا قيادتها، مركزاً على العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين وضرورة تفعيلها. واعتبر ان مبادرة ايطاليا اعادة ترميم متحف سرسق الذي تضرر نتيجة انفجار المرفأ، تأكيد اضافي على الحضور الثقافي لايطاليا في لبنان والايمان المشترك بين البلدين بالمحافظة على القيم التراثية والحضارية.بدورها عرضت سيريني لموقف ايطاليا تجاه التطورات في لبنان، مؤكدة استمرار الدعم الايطالي في هذه الظروف وعلى تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة.وبعد اللقاء أكّدت سيريني في بيان أنّ “ايطاليا ولبنان يرتبطان بعلاقات صداقة تاريخية وثقافية طويلة الامد، ونحن بجانب الشعب اللبناني في هذه الاوقات الصعبة والتي تفاقمت جراء جائحة كورونا”.وأضافت: “لقد اكدت للرئيس عون بأن تضامن ايطاليا مع لبنان سيبقى على حاله كما هو، وكذلك من خلال عملنا في اطار مجموعة الدعم الدولية على الصعيد الثنائي او على صعيد الشركاء الدوليين وذلك دعماً للفئات الضعيفة من السكان واللاجئين. لقد تحركت ايطاليا بشكل فوري تلبية لنداء الطوارئ اثر انفجار مرفأ بيروت وارسلت فرقاً من الخبراء وقدمت مساعدات مالية ومعدات للاسعافات الاولية كما قدمت مستشفى ميداني”.واكدت “التزام ايطاليا على صعيد إعادة الاعمار، وفي هذا الاطار تم أمس توقيع اتفاقية مع مديرة الاونيسكو لاعادة تأهيل متحف سرسق، حيث تساهم الدولة الايطالية بمبلغ مليون يور”، ومضيفة: “نحن نشدد على اهمية الاتفاق الاطار الذي يعمل باسم الاصلاح والنهوض واعادة الاعمار خصوصاً في ما يتعلق بمواكبة لبنان في مسيرة النهوض مع إشراك المجتمع المدني بشكل فعال والتشجيع على تنسيق متكامل بين المانحين الدوليين”.وتابعت: “كان هناك اتفاق خلال اللقاء مع الرئيس عون على ان لبنان يجد نفسه اليوم في مواجهة تحديات عديدة لاسيما على الصعيد المالي والانساني والاقتصادي، وإن الجواب على هذه الازمة المتعددة الابعاد هو واحد: تحقيق الاصلاحات. لذلك ينبغي الشروع بإصلاحات عميقة وبنيوية للاستجابة للحاجات الاكثر إلحاحاً للسكان والبلاد. ولا يمكن تأجيل هذه الاصلاحات بعد الان، مما يلزم تأليف حكومة تضطلع بكامل صلاحياتها. لذلك تجدد ايطاليا دعوتها الملحة لمختلف الاطراف السياسية في لبنان بوضع اختلافاتها جانباً وتغليب المصلحة العليا للبلاد والتعاون من أجل تأليف حكومة من شأنها ان تضع لبنان مجدداً على سكة التنمية المستدامة وأن تسلك مسار الاصلاحات وإعادة اطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي”.وأكّدت أنّ “ايطاليا تدعم اي مبادرة من شأنها ان تساهم في تخطي حالة الجمود الراهنة، واضعة بشكل دائم نصب عينيها ضرورة حماية السكان وتحسين ظروفهم الحياتية. ويدرس الاتحاد الاوروبي مختلف الوسائل الموجودة في متناوله كي يخطو خطوة متوازنة وفعالة على هذا الصعيد. واعتبر ايضاً انه في غاية الاهمية ضرورة ان تستمر الآليات الديموقراطية بالعمل بانتظام، لذلك أكدت لرئيس الجمهورية ضرورة العمل وفقاً للروزنامة الانتخابية المرتقبة في العام 2022”.وتابعت: “كما تحدثنا خلال اللقاء عن العلاقات الثنائية وناقشنا بعض المسائل الاقليمية واكدت أن ايطاليا تنظر الى لبنان على أنه لاعب اساسي للاستقرار والسلام في الشرق الاوسط.وختمت: “جرى التأكيد على قناعة ايطاليا بدعم “اليونيفيل”، وخير دليل على ذلك المساهمة الطويلة الامد لايطاليا في اطار مهمة حفظ السلام، حيث يشارك اكثر من الف جندي سلام ايطالي. وتستمر قوات “اليونيفيل” بقيادة الجنرال ستيفانو ديل كول بتأدية دور اساسي في الحفاظ على الاستقرار وتفادي التوترات على طول الخط الازرق، خصوصاً في ظل الوضع الحالي بما فيه من توترات وتشنجات. ونحن فخورون جداً بأن القبعات الزرق الايطالية تستمر بمهنية عالية وجدارة وانسانية في خدمة قضية السلام في هذه المنطقة الحساسة كل يوم، جنباً الى جنب مع المجتمعات المحلية والشرائح الاضعف من السكان”.