من الواضح ان التسريبات التي صدرت عن رئيس الجمهورية ميشال عون قبل يومين توحي بشيء من الايجابية في الملف الحكومي، اذ ابدى عون استعداده الكامل لتسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري ورفض فكرة اعتذاره.
لكن مصادر مطلعة اكدت بأن مثل هذه التسريبات الايجابية في الشكل تهدف في الاصل الى المناورة والالتفاف على عجز “التيار الوطني الحر” ورئيس الجمهورية عن ايجاد حل لتكليف الحريري.
وتعتبر المصادر” ان الرئيس ميشال عون لم يعد راغبا في المماطلة كثيرا وتضييع الوقت، لذلك فهو يرغب بدفع الحريري للاعتذار، وبما انه لا يوجد اي طريقة دستورية لذلك فان عون بدأ يبحث عن طريقة سياسية تؤدي النتيجة نفسها”.
ووفق المصادر فإن عون يعمل بشكل واضح على قاعدة “احرج الحريري لتخرجه”. وفي هذا الاطار، وانطلاقا من قناعة راسخة في قصر بعبدا تقول بان الحريري غير قادر على التشكيل لاسباب شخصية وسياسية اقليمية، فإن عون قرر القيام بمناورة لاحراجه.
واعتبرت المصادر ان المبادرة تقوم على تقديم الكثير من الايجابيات في ملف التشكيل، اي ان يتنازل عون عن الكثير من الشروط التي كان يرفعها، على ان يظهر ذلك للرأي العام، ويضع الحريري في وضعية من لا يملك اي حجج تمنعه من التشكيل.
وتقول المصادر ان عون مقتنع ان الحريري لن يشكل الحكومة مهما كانت التسهيلات لذلك فإنه بهذه الطريقة سينزل عبء العرقلة عن كاهله، ويبرئ نفسه امام الرأي العام اللبناني.
لكن المصادر تسأل، ماذا لو وافق الحريري على تنازلات عون وشكل الحكومة؟ هل يقبل عون بتكريس هذه التنازلات؟ ام انه سيتراجع عنها؟ ربما الايام المقبلة ستكون كفيلة بتقديم اجابة شافية.