“حزب الله” متأهب.. ماذا سيجري على الحدود؟

18 مايو 2021
“حزب الله” متأهب.. ماذا سيجري على الحدود؟

على الرغم من تأكيد نائب الأمين العام لـ”حزب الله”، الشيخ نعيم قاسم، لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الوقوف ‏مع المقاومة الفلسطينية “دعماً وتأييداً ومساندة ‏في كل الطرق” وتشديده على أنّ الحزب سيقوم بواجباته “كما تفترض علينا الخطوات والمراحل المختلفة”، يرجح خبراء عدم مشاركة الحزب في المواجهات في غزة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي ستار” الناطقة باللغة الإنكليزية، تنقسم الأسباب إلى خارجية وداخلياً: على المستوى الدولي، لا يريد “حزب الله” الإطاحة بمفاوضات فيينا. أمّا في لبنان، فيدرك “حزب الله” تماماً أنّ المزاج الشعبي لا يؤيد حالياً أي “مغامرة عسكرية” مشابهة لعدوان تموز العام 2006 في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

وتنقل الصحيفة أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية، عماد سلامة، تمييزه بين “حماس” و”حزب الله” على مستوى سياساتهما إزاء إسرائيل، إذ يقول: “في حين يضغط الرأي العام الفلسطيني على “حماس” للوفاء بوعودها باعتبارها قوة مقاومة، يحرص “حزب الله” على الحفاظ على هدوء الجبهة الجنوبية لإثبات حسن النية إزاء المفاوضات (الإيرانية) النووية مع الولايات المتحدة وعملية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل”. ويضيف: “تُعدّ قدرة “حزب الله” على السيطرة على الحدود وإرساء الاستقرار في المنطقة عاملاً أساسياً لخفض التوترات الإيرانية-الإسرائيلية وسبيلاً لصفقات التفاوض مع الولايات المتحدة”.من جانبه، يستبعد المحلل السياسي قاسم قصير حصول مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل و”حزب الله”، محذراً من أنّ إشعال الجبهة الجنوبية سيؤدي إلى اندلاع حرب شاملة. ويوضح قصير: “ما من ميل حتى اللحظة إلى فتح الجبهة الجنوبية، فسيؤدي فتح هذه الجبهة إلى حرب شاملة في المنطقة”. ويضيف: “كذلك، ما من حاجة راهناً إلى فتح هذه الجبهة لأنّ المقاومة الفلسطينية نجحت حتى الآن في تحقيق إنجازات ميدانية كبيرة”، في إشارة إلى استهداف “حماس” تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية بالصواريخ.في المقابل، يحذّر قصير من أنّ الاحتمالات كلها مطروحة، إذا ما واصلت إسرائيل توغلها العسكري الطاحن. قصير الذي تطرّق إلى اللقاءات بين مسؤولين كبار في “حزب الله” و”حماس” و”الجهاد الإسلامي” والتعاون المتواصل بين الجانبين منذ سنوات، قال: “لا يبدو أنّ ثمة قرار في الوقت الراهن بفتح الجبهة الجنوبية لانتفاء الحاجة إليها. ولكن، إذا استمر التصعيد الإسرائيلي، عندها تصبح كل الخيارات مطروحة”.بدوره، ينفي مصدر سياسي للصحيفة احتمالات اندلاع تصعيد عسكري جديد في الجنوب، قائلاً: “سيظل الوضع في المنطقة الحدودية تحت السيطرة، فما من مصلحة لـ”حزب الله” في توسع رقعة المواجهة العسكرية في غزة لتطال الجنوب (..)”. وإذ يذكر المصدر التنسيق بين الجيش وقيادة “اليونيفيل” و”حزب الله” وحركة أمل لمنح خروج الأمور عن السيطرة عند الحدود الجنوبية، يقول: “على الرغم من أنّ “حزب الله” وضع قواته في جالة تأهب استعداداً لصد أي هجوم إسرائيلي على لبنان، يركّز الحزب اهتمامه أكثر على التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما مفاوضات برنامج طهران النووي غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران”، وفقاً لما يقول.