المملكة لا تُدير ظهرها للبنان

20 مايو 2021
المملكة لا تُدير ظهرها للبنان

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: تتحدث مصادر مقربة من المملكة السعودية عن اختلاف مرحلة الملك سلمان ومرحلة ولي العهد محمد بن سلمان عما سبق من مراحل في العلاقات اللبنانية السعودية. منذ العام 2017 وتسلم محمد بن سلمان ولاية العهد وضع سياسة جديدة للمملكة تقوم على العلاقات بين الدول وليس بين الدولة وبين أفراد أو أحزاب، وهو يريد ان يتعامل مع لبنان ككل كدولة وان تكون هناك اتفاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية لبنان، وهو المشروع الذي سبق وعمل عليه رئيس الحكومة سعد الحريري ولم يبصر النور بسبب تراكم الاحداث التي حصلت حينذاك.
 
حتى الامس القريب كانت المملكة السعودية تنظر الى لبنان على انه جزء من محور المقاومة الموالية لايران وتتعاطى معه على هذا الاساس، وهي اعتبرت عملياً ان رئيسي الجمهورية والحكومة اي ميشال عون وسعد الحريري أكثر التصاقاً بـ”حزب الله” مما هما اقرب اليها. لم يعد لبنان اولوية للمملكة ولا رئاسة حكومته، حتى كأنها لا تريد تحمل عبء الطلب من الرئيس المكلف الاعتذار او السير بتشكيل حكومة.
 
يتحدث المطلعون على السياسة السعودية عن قرب عن مرحلة جديدة في العلاقة بدأت حين استدعى عون سفير المملكة وليد البخاري، وأبلغه تأييده المبادرة السعودية لوقف الحرب في اليمن، عندها بدأ عون بترميم علاقاته مع المملكة وضمن هذا الاطار يندرج طلبه من وزير الخارجية شربل وهبة التنحي لأنه والنائب جبران باسيل يريدان لمسار العلاقة مع السعودية ان يتغير نحو الافضل، وهو ما يتم العمل عليه. في المقابل تؤكد السعودية انها لن تدير ظهرها للبنان لكنها تريده في الحضن العربي والّا يلحق الضرر بها. أزعجتها محاولة تهريب المخدرات، وتدريب الحوثيين على يد “حزب الله”، والتعرض لها عبر بعض وسائل الاعلام في لبنان. تستغرب كيف يريد لبنان تقديماتها بينما لا يريد ان يبادلها العطاء بمثله.
 
تؤكد المصادر المطلعة على الجو السعودي أن زوبعة التوتر الحالية انتهت مع رحيل وزير الخارجية، اذ “لا يجب ان يحمل الشعب اللبناني فوق طاقته ولا يجب ان نتعاطى مع لبنان كدولة صديقة وشقيقة بما لا يتناسب مع خطأ ارتكبه فرد”. وعلى مستوى رئاسة الحكومة لا تريد المملكة الحريري رئيساً للحكومة وجاء من يبلغ الاخير الرسالة بصراحتها، لكن الى الآن هم يلمحون الى عدم رغبتهم بوجود الحريري من غير أن يصرحوا بشكل واضح، خصوصاً وان لا طرح لبديل بعد.
 
ضمن الحوارات الدائرة في بغداد ودمشق سيكون للبنان نصيبه منها، مع تعويل على اللقاء الفرنسي السعودي المرتقب والذي سيبحث بالعمق الملف اللبناني الفرنسي، وفق ما تنقل المصادر عينها التي استوقفها تأييد النائب طلال ارسلان ورئيس المردة سليمان فرنجية للسعودية في مواجهة وزير الخارجية، ورأت فيه مؤشراً سورياً الى الانعطافة في العلاقة السورية السعودية، لتختم أن لا حكومة في لبنان الا حين يتضح مسار بغداد والانتخابات الايرانية في حزيران المقبل.
 

المصدر:
نداء الوطن