الحريري أمام سابقة تاريخية بـ”سحب التكليف” منه… وغدا يرّد على عون

20 مايو 2021
الحريري أمام سابقة تاريخية بـ”سحب التكليف” منه… وغدا يرّد على عون

“وصول الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون”. هذه الجملة لربما نسيها اللبنانيون، فآخر زيارة للحريري للقصر الجمهوري كانت قبل حوالى الشهرين. وبعد انتهاء هذا اللقاء، تبخرت الامال بولادة الحكومة واستعرت حرب البيانات بين بعبدا وبيت الوسط. لا أمل بحكومة، ورسالة رئيس الجمهورية ميشال عون دليل على أن الصراع بين الرئيس المكلف سعد الحريري والعهد مفتوح.

جمود حكوميلا يزال الحريري متمسكا بتشكيلة الـ18 من دون تعديلات، فيما الرئيس عون يرفضها حتى الساعة. فرضت فرنسا عقوبات على معطلي عملية التأليف، وزار وزير خارجيتها جان إيف لودريان بيروت، ولم يتغير شيىء في المشهد الحكومي، ولم تؤثر لا العقوبات ولا “البهدلات”. الحريري يرفض الاعتذار حاليا، بحسب ما تؤكد مصادره، ومتمسك بتأليف حكومة وفق المبادرة الفرنسية، وكل الاحاديث عن مبادرة من بعبدا بعد زيارة الضيف الفرنسي كانت مجرّد كلام.

وهنا السؤال، كيف لرسالة رئيس الجمهورية أن تُقدم الحل، فيما عجزت الوساطات الفرنسية والروسية والعربية عن فتح ثغرة في الازمة السياسية؟عون يتحرك لسحب التكليف من الحريريأمام كل التعقيدات في الملف الحكومي، وجّه الرئيس عون رسالة الى مجلس النواب، لفت فيها إلى أن “الحريري يأسر التأليف، ويرفض التقدّم بتشكيلة تحظى بالاتفاق، وهو منقطع عن إجراء الاستشارات النيابيّة وعن التشاور المستمرّ والواجب مع رئيس الجمهوريّة”. ورأت مصادر أن الرسالة سياسية أكثر من عملية، ولن تقدم مخرجا للازمة الحكومية.وفي حين تعتبر أوساط سياسية معارضة “أن مضمون رسالة عون غير دستوري ويتجاوز الفصل بين السلطات”، قالت مصادر قانونية “إن رسالة رئيس الجمهورية حق دستوري أُعطي للرئيس، وأنها يمكن أن تتم بطريقتين: الاولى عبر توجيهها شخصيا عبر حضور الرئيس عون إلى المجلس، والثانية عبر رئيس البرلمان”.وتجدر الاشارة إلى أن بري دعا الى عقد جلسة بعد ظهر غد الجمعة في قصر الاونيسكو لتلاوة هذه الرسالة، ما يعني بحسب المصادر أن المجلس سيناقشها ويتخّذ بصددها الموقف أو الاجراء أو القرار الذي يراه مناسبا. وتُشير المصادر إلى أن النواب يمكن أن يصدروا توصية لتصويب الأصول ومعايير التشكيل، وصولا إلى سحب التكليف من الرئيس المكلف سعد الحريري، وذلك بعد طلب الاكثرية في المجلس النيابي من رئيس الجمهورية هذا الامر.وتردد أن بري يمكن أن يؤجل جلسة المناقشة إلى يوم الاثنين المقبل، لفتح المجال أمام المعنيين بعملية التشكيل بالتشاور.الرسالة سابقة من نوعها لجهة سحب التكليف من رئيس مكلّف، وكيف إذا كان هذا الرئيس يمثل الاغلبية السنيّة، برلمانياً وشعبياً؟ وتتخوف مصادر من استهداف السنيّة في لبنان، وتخلق توترا وتشنجاً طائفيا. وترى المصادر أن الرسالة ستزيد الشرخ بين عون والحريري، وخصوصا في الملف الحكومي، ولن تؤدي إلى أي نتائج إيجابية.وانقسمت المصادر حول رسالة رئيس الجمهورية، فرأت تلك المقربة من “المستقبل” بأنها ستعقّد الامور أكثر. فيما، أكدت مصادر “التيار” أن هناك أزمة حكومية وغياب الحوار بين أطراف الازمة، وشددت على أن لا استهداف لطائفة معينّة وإنما المطلوب إيجاد مخرج للازمة. كذلك، أوضحت مصادر أخرى أن الحريري ليس فقط المسؤول الوحيد عن التعطيل، ومن يطالب بالثلث المعطل والشريك بتوقيع مراسيم التشكيل يُعتبر أيضاً معرقلا.ورفض رؤساء الحكومات السابقون مضمون رسالة رئيس الجمهورية، وأكدوا أنّ ما احتوته يطيح بأحكام الدستور الواضحة والصريحة وبمبدأ الفصل بين السلطات وبالأسس التي يقوم عليها النظام الديمقراطي البرلماني، ويشكل انقلاباً حقيقياً على الدستور، وهي الممارسات عينها التي عطلت تطبيق احكام الدستور، كما عطلت تشكيل الحكومة ووضعت البلاد على حافة الانهيار.الحريري: للحديث صلة في البرلمانعّلم أن الرئيس المكلّف سعد الحريري سيعود خلال ساعات الى بيروت، وستكون له كلمة في مجلس النواب خلال مناقشة رسالة رئيس الجمهورية. وكان أعلن في تغريدة نارية أن الرسالة الرئاسية “إمعان في سياسة قلب الحقائق والهروب الى الأمام والتغطية على الفضيحة الديبلوماسية العنصرية لوزير خارجية العهد تجاه الأشقاء في الخليج العربي … وللحديث صلة في البرلمان”.